الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

دقة النص الماسورى

أ/ أيمن تركي:

Eugene Ulrich

النص الماسورى ليس هو النص الأصلى

يعد العالم " Eugene Ulrich " واحداً من أشهر علماء النقد النصى للعهد القديم ولا تكاد تذكر مخطوطات قمران إلا ويذكر معها نظراً لما له من إسهامات كثيرة فى إثراء مكتبة الباحثين بكافة المعلومات عن تلك اللفائف المكتشفة.

فضلاً عن كونه واحداً من المشاركين الثلاثة فى المشروع العالمى لنشر نصوص مخطوطات قمران تحت إشراف العالمين الشهيرين: " Emanuel Tov " و " John Strugnell " ، وكذلك فهو عضو بلجنة إصدار نسخة " New Revised Standard Version ".

يقول " Eugene Ulrich " فى مقاله " The Evolutionary Composition Of The Hebrew Bible " ماترجمته:


(( 2.8 طبيعة النص الماسورى:

قبل إكتشاف اللفائف -يقصد مخطوطات قمران- فإن رؤية العلماء للنص الماسورى والسبعينية والسامرية كانت بإعتبارهم ثلاثة أنواع نصية رئيسة. بأغلب كتب الكتاب المقدس فإن النص الأساسى للسبعينية كان يقارن ببساطة مع النص الماسورى كعينة محجوزة للحكم عليها ضد النص الماسورى المفترض صحته. لكن الأن بمقدورنا التركيز بوضوح أكثر وتقديم تقييمات أكثر دقة. العلماء اليوم يدركون بوضوح ان النص الماسورى ليس هو النص الأصلى او " Urtext " للكتاب المقدس العبرىوفى الحقيقة فإنه لا يُعد " نصاً " على أيه حال. هو مجموعة مختلفة من النصوص - أنواع مختلفة من النصوص لكل كتاب على حده - كل منها هو ببساطة نسخة واحدة من عدة تحريرات لتلك الكتب والتى كانت منتشرة أواخر عهد الهيكل الثانى بالدوائر اليهودية.

النص الماسورى ليس هو "النص الأصلى" وإنما هو بالأحرى مجرد جمع لنصوص باللغة الأصلية والتى كانت محفوظة - بعيداً عن الدوائر السامرية - منذ القرن الثانى للعهد المسيحى. علاوة على ذلك فإن النص الماسورى والسبعينية والسامرية ليست ثلاثة نصوص رئيسية بل هى مجرد نماذج مخطوطية، كل نسخه تقدم شكل اكثر او أقل دقة لواحدة او اخرى من تلك التحريرات المتاحة لكل كتاب. وهكذا فإن النصوص الماسوريتية يجب ان تحاكم على قدم المساواة مع ووفقاً لنفس المعايير التى تحاكم بها السبعينية والسامرية وقمران والترجمات القديمة وكل النصوص الأخرى، كلمة بكلمة. لعل هذا يمكن أن نتسائل عنه بشكل أوضح للغاية: إذا كنا نشعر بالرضا نحو الخاتمة من أن الترجمة اليونانية الأصلية لم تعد متاحة ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال النسخ النقدية المنشورة، فلماذا نشعر بالتردد نحو قبول ان الأصل العبري لم يعد متاحاً إلا من خلال النص النقدى المنشور؟ وهكذا فإنه يتعين علينا محاولة إنتاج نص نقدى للكتاب المقدس العبري، ولذا فإن جهودنا الحالية تتجة إلى إنتاج نسخ من الكتاب المقدس العبرى. ))


p37

John Kloppenborg & Judith Newman

Editing The Bible - Assessing the Task Past and Present

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق