الخميس، 16 سبتمبر 2010

خجل النساخ من النصوص المقدسة Euphemisms

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكتاب المقدس هو الكتاب الذي تم تحريفه في كل في كل مرحلة تاريخية مر بها في تاريخه .

اليوم نتحدث عن نوع جديد من التحريف ، قد يكون لأول مرة يسمع عنه الكثير جداً من إخواننا النصارى .

بداية هذا النوع من التحريف من أقسام ما يسمى بالكتيف כְּתיב أو القيري קרי ، والكتيف والقيري هذا اسلوب من أساليب الكتابة التي استعملت في التقليد الماسوري .

والكتيف כְּתיב المرمز له برمز " K " يعني المكتوب ، والقيري קרי " Q " يعني المقروء .

وهو أسلوب شائع جداً في العهد القديم كأن تكتب كلمة יהוה يهوفا وتقرأ אדני أدوناي فكلمة יהוה هي الكتيف و אדני أدوناي هي القيري أي التي تُنطق .

تنقسم أخطاء النساخة المقصودة Intentional Changes للعهد القديم لعدة أنواع ، يوجد منها نوع يسمى بـ Euphemisms أي العبارات المُجَمَلة أو الملطفة أو المُزيَنَة .

وهذا النوع إبتكار من النساخ أضافوه على الوحي الإلهي ، ففيه يتم الإستعاضة عن بعض الألفاظ البشعة أو الكريهة والمنفرة والعدوانية في الكتاب المقدس ، بألفاظ أخرى أخف وقعاً ، وقد تستخدم أيضاً لتبسيط قواعد اللغة أو لمساعدة أفضل في نطق الحروف .[1]

وقد إستُخدم هذا النوع 16 مرة في نصوص العهد القديم [2] ،

لو نظرنا إلى تطبيق عملي لهذا النوع من الأخطاء المقصودة ، نجد أن كثير من نصوص العهد القديم قد إحتوت على أشياء عدوانية ومنفرة كما سلف الذكر ، فعلى سبيل المثال ما جاء على لسان الرب في سفر اشعياء 13 : 16 :

اش-13-16: وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم.

וְעֹלְלֵיהֶם יְרֻטְּשׁוּ, לְעֵינֵיהֶם; יִשַּׁסּוּ, בָּתֵּיהֶם, וּנְשֵׁיהֶם, תשגלנה

وأيضا سفر زكريا 14 : 2 :

زك-14-2: وأجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة وتنهب البيوت وتفضح النساء ويخرج نصف المدينة إلى السبي وبقية الشعب لا تقطع من المدينة.

וְאָסַפְתִּי אֶת-כָּל-הַגּוֹיִם אֶל-יְרוּשָׁלִַם, לַמִּלְחָמָה, וְנִלְכְּדָה הָעִיר וְנָשַׁסּוּ הַבָּתִּים, וְהַנָּשִׁים תשגלנה וְיָצָא חֲצִי הָעִיר, בַּגּוֹלָה, וְיֶתֶר הָעָם, לֹא יִכָּרֵת מִן-הָעִיר.

الفعل العبري الملون תִּשָּׁגַלְנָה ترجمته العربية هي فعلا تفضح ، وهذه النصوص تدخل تحت دائرة العبارات المًجَمَلة ، فلفظ الفضح أو תִּשָּׁגַלְנָה إنما هو من عمل النساخ وليس صريح اللفظ الموجود في الوحي الإلهى عندهم .

فإن الموحى به مليء بالبشاعة والنفور من هذا الكتاب ومن أحكام الرب عندهم ، فلقد أستعاض النساخ بلفظ الفضح תִּשָּׁגַלְנָה عن لفظ شديد البشاعة خجل منه نساخ العهد القديم ألا هو لفظ الإغتصاب [3]תִּשָּׁגַלְנָה .

فهذا هو الموجود في الوحي الإلهي وقام النساخ بتبديله حتى أصبح يكتب فقط ولا ينطق وينطق بدلاً منه " وتفضح نساؤهم " بدلاً من " وتغتصب نساؤهم .

وهذا ما يقول عنه القرءان الكريم :

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 ) آل عمران

وهذا نراه بوضوح في النصوص العبرية المرمز فيها بالكتيف والقيري ، فأصبح فعل تغتصب תִּשָּׁגַלְנָה كتيف أي أنه يكتب فقط ، ويقرأ مكانه تفضح תִּשָּׁכַבְנָה ، وهذا ما نراه في نص مخطوط ليننجراد 19a :

http://www.freeimagehosting.net/image.php?4aa532d7aa.jpg

صورة من نص اش 13 : 16 من مخطوط ليننجراد

http://www.freeimagehosting.net/image.php?89055b63dd.jpg

صورة من نص زك 14 : 2 من نفس المخطوط .

وكما هو واضح مرمز ومبين الكتيف والقيري ، ومرمز لكل منهم بحرف " K " للكتيف المكتوب ، وبحرف " Q " للقيري المنطوق .

والحمد لله رب العالمين



[1] Wegner, Paul D.: A Student's Guide to Textual Criticism of the Bible : Its History, Methods & Results. Downers Grove, Ill. : InterVarsity Press, 2006, S. 53

[2] Yeivin, Tiberian Masorah, 56.

[3] Brotzman, Ellis R.: Old Testament Textual Criticism : A Practical Introduction. Grand Rapids, Mich. : Baker Books, 1994, S. 120

إقرأ المزيد Résumé bloggeradsenseo

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010

النقاد محتارين ... وإحنا مش معاهم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا المقال إهداء للقمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة السيدة العذراء بمسطرد ، واستاذ اللاهوت الدفاعي بالكلية الأكليريكية .

إحدى الخصائص التي إختص بها الكتاب المقدس هو انه الكتاب الوحيد الذي شهد على نفسه بالتحريف ، يقول كاتب سفر صموئيل الأول المجهول عن شاول بن قيس :

1
Sa 13:1كَانَ شَاوُلُ ابْنَ سَنَةٍ فِي مُلْكِهِ, وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ عَلَى إِسْرَائِيلَ.

ثم يأتي بعده بولس ليتحدث عنه ايضاً :

Act 13:21وَمِنْ ثَمَّ طَلَبُوا مَلِكاً فَأَعْطَاهُمُ اللهُ شَاوُلَ بْنَ قَيْسٍ رَجُلاً مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

فبالله عليكم من نصدق
كاتب سفر صموئيل الأول – المجهول – الذي يقول ان شاول قد حكم لمدة سنتين ، أم نصدق بولس الذي قال ان شاول قد حكم لأربعين سنة

كلا الرأيين في وجهة نظري يفتقر للدليل التاريخي ومن ثم فلا يمكن الإطمئنان لأحدهما .

فلو نظرنا لكلام بولس فسنجده يقول ان شاول قد حكم لأربعين سنة ، وهذا ما قاله يوسيفوس في مرة إذ قال :

To this his end did Saul come, according to the prophecy of Samuel, because he disobeyed the commands of God about the Amalekites, and on the account of his destroying the family of Ahimelech the high priest, with Ahimelech himself, and the city of the high priests. Now Saul, when he had reigned eighteen years while Samuel was alive, and after his death two [and twenty], ended his life in this manner.[1]

الترجمة :
وحينما ملك كان ثمانية عشر عاماً حينما كان صموئيل على قيد الحياة ، بالأضافة لعامين بعد وفاته ، وعشرين ، وعلى هذا النحو انتهت حياته .

اي انه قد حكم وهو ابن الثامنة عشر وكان صموئيل على قيد الحياة ، وسنتين بعد وفاه صموئيل ثم بعد ذلك عشرون عاماً فيكون مجموع السنوات 40 سنة .

ولعل بولس قد استقى معلوماته من هذا المصدر حينما قال انه شاول قد حكم 40 عاماً كما في أعمال 13 : 21 .

وكلام يوسيفوس حينما ذكر أن شاول قد حكم لمدة 40 عام كلام مردود ولا يصلح كمرجع تاريخي ، إذ قد عاد وناقض نفسه وذكر أن شاول قد حكم عشرين عاماً فقط :

And after this manner have the kings of David's race ended their lives, being in number twenty-one, until the last king, who all together reigned five hundred and fourteen years, and six months, and ten days; of whom Saul, who was their first king, retained the government twenty years, though he was not of the same tribe with the rest.[2]

الترجمة :

وكان ملكهم الأول – يعني شاول - وقد حكم لمدة عشرين عاماً .

ولذلك فإن الحديث عن فترة حكم مقدارها 40 سنة أمر غير مقبول ولا دليل عليه ، بل أنه لا يجوز الإحتجاج به فيوسيفوس الذي ذكره قد اعطى معلومات متضاربة في هذا الشأن فمرة يقول 40 ومرة يقول 20 ولا يمكن أن تبني معلومة تاريخية تقبل الإحتجاج على أدلة بهذا المستوى .

هذا بشأن كلام بولس في العهد الجديد ، ولو نظرنا للقديم فحدث ولا حرج وتنتظرنا فيه مشكلة نصيه جد معقدة ولا يكفي في وصفها بأنها مشكلة " حيرت النقاد " .

بداية لو نظرنا للنص العبري فهو يقول :

בן־שׁנה שׁאול במלכו ושׁתי שׁנים מלך על־ישׂראל

وترجمة النص حسب الجزء الملون " فيشتي شنيم ملاخ عال يسرائيل " " وسنتين ملك على إسرائيل " .

تأتي قراءة ترجوم يوناثان شاهد مباشر لها

כְבַר שְנָא דְלֵית בֵיה חֹובִין שָאוּל כַד מְלַך וְתַרתֵין שְנִין מְלַך עַל יִשרָאֵל[3]

الترجمة :
وسنتين ملك على إسرائيل .

وقد احتار مترجموا السبعينية أمام هذا ، فقرروا حذف النص بأكمله من تلك الترجمة [4] ، وكذلك مترجموا البشيتا ، فقد قاموا بحذف الشطر الثاني من الفقرة والتي تتحدث عن فترة حكم شاول وأكتفوا بترجمة الشطر الأول فقط وبالمناسبة هو نص مُشكل [5]

لذلك من الطبيعي جدا أن نجد النقاد والعلماء قد احتاروا أمام هذه المشكلة ووفقوا أمامها عاجزين بما تعنيه الكلمة .
فيقول

:Charles Pfeiffer
The Hebrew of this verse is very difficult to translate. The age of Saul at his accession and one of the two numbers representing the length of his reign have fallen out of the t e x t. It is natural to assume that as David and Solomon reigned forty years, Saul also reigned forty years. Ishbosheth, his son, was also forty years old when he took office and is not mentioned among the sons of Saul in 14:49. One suggested way to read this difficult verse is, “Saul was—years old when he began to reign, and he ruled—and two years over Israel[6]

الترجمة :

الفقرة العبرية صعبة جداً أن تترجم ، عمر شاول في فترة حكمه ورقم من رقمين تمثل طول فترة حكمه قد سقط من النص ..... اقتراح وحيد لقراءة هذه الفقرة الصعبة هو : وكان شاول ابن ..... سنة حينما حكم ، وقد حكم لمدة .... وسنتين على اسرائيل .

ويقول
Robret Bergen :
it is best to regard the extant Hebrew #### as corrupted at this point and avoid speculation regarding Saul’s age at the time of his ascension to Israel’s throne[7]
الترجمة :
الأفضل أن نعتبر أن النص العبري فاسد في هذه النقطة ، وتجنب التكهنات بشأن عمر شاول في صعودة لعرش إسرائيل .

قلت : وإتفاق العلماء والنقاد كما هو ظاهر على تخطئة النص العبري وفساده في هذه النقطة ، وما استخلصه العلماء هو انه يوجد رقم ضائع بجوار السنتين ، فمن المفترض أن شاول قد حكم سنتين وعدد آخر من السنين لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .


لذلك لم يجد العلماء غضاضة في إعلان أن هذا النص نص محرف ، فها هو
Henry Preserved Smith
يقول :

The verse as it stands in the Hebrew Bible is meaningless and
evidently a late insertion [8]

الترجمة :
الفقرة الموجود في النص العبري غير مفهومة وواضح أنها إضافة متأخرة .

قلت : ولا أمل من وجود طريقة ترشدنا للقراءة الأصلية التي ضاعت وأندثرت ، فقد أعلنها تفسير بليفرز قاطعاً لكل طرق الأمل التي قد تفك حيرة هؤلاء النقاد :
Future manuscript discoveries and ####ual criticism may eventually provide the original reading of the te x t[9]

الترجمة :
ربما في المستقبل تمدنا المخطوطات والنقد الكتابي بقراءة النص الاصلية .

اصدر القمص بسيط كتاب بعنوان : الكتاب المقدس يتحدى نقاده والقائلين بتحريفه

وقد صدق القمص حينما قال ان الكتاب يتحدى نقاده ، فها هم النقاد أرادوا حل إحدى مشكلاته النصية فحيرهم وردهم خائبين ووضعوا حل هذه المشكلة على شماعة الأمل وربما في المستقبل .

ولم يصدق حينما قال " والقائلين بتحريفه " ، فالقائلين بتحريفه كما رأينا بأقل مجهود يثبتون تحريفه .

والحمد لله رب العالمين .



__________________


[1] Ant. 6 : 14 : 9.

[2] Ant. 10 : 8 : 4.

[3] Comprehensive Aramaic Lexicon: Targum Jonathan to the Prophets. Hebrew Union College, 2005; 2005, S. 1 Sa 13:1

[4] Tov, Emanuel ; Computer Assisted Tools for Septuagint Studies: The Parallel Aligned Hebrew-Aramaic and Greek T e x ts of Jewish Scripture. Bellingham, WA : Logos Research Systems, Inc., 2003, S. 1 Sa 12:25-13:1

[5] Lamsa bible 1Sam : 21 : 13

[6] Pfeiffer, Charles F.: The Wycliffe Bible Commentary : Old Testament. Chicago : Moody Press, 1962, S. 1 Sa 13:1

[7] Bergen, Robert D.: 1, 2 Samuel. electronic ed. Nashville : Broadman & Holman Publishers, 2001, c1996 (Logos Library System; The New American Commentary 7), S. 147

[8] Smith, H. P. (1899). A critical and exegetical commentary on the books of
Samuel. (91). New York: C. Scribner's sons

[9] Believer's Study Bible. 1997, c1995. C1991 Criswell Center for Biblical Studies.
Nashville: Thomas Nelson

إقرأ المزيد Résumé bloggeradsenseo