هل هناك فرق
بين "אֱלוֹהִים" و"אֱלוֹקִים"؟
يعتبر السؤال
السابق من بين القضايا التي تصب في صلب الديانة اليهودية. ولأجل تعرف هذا السؤال،
كان من الضروري بحث الأمر كما يراه أهل الديانة، وليس كما يراه المسلمون.
فمن
الناحية المعجمية، ورد في قاموس
"دافيد سجيف" أن "אֱלוֹקִים" تحريف
لكلمة "אֱלוֹהִים" لدى
التقاة لكيلا يُنطق باسم الجلالة صراحة مهابة لله تعالى.
كما ورد في
قاموس "إيفن شوشان" أن الاسم "אֱלוֹקִים" ينطقه
اليهود الورعون بدلًا من الاسم "אֱלוֹהִים"،
نظرًا إلى أنهم يرون أنه لا ينبغي التلفظ بالاسم الصريح للإله تعظيمًا وتبجيلًا
له.
أما من الناحية الفقهية،
فكان من الضروري عرض رأي حاخامات اليهود، من أجل
بيان الرد على هذين السؤالين من وجهة النظر اليهودية.
ففي
لقاء مع الحاخام "بنحاس بادوش"، كان هذا السؤال مادة الحوار. واستهل
المحاور حديثه مع الحاخام بقوله: "إن الإله له عدد غير قليل من الأسماء: אלוה
(إله،
الله – وهي مفرد الاسم "אלוהים")،
הקב"ה (اختصار "הַקָּדוֹשׁ
בָּרוּךְ הוּא" وتعني: الله عز وجل), אהיה (سأكون "المستقبل من الفعل "كان - היה"، مصرف مع ضمير المتكلم"),
השם (لفظ الجلالة),
שלום (السلام),
בוחן ליבות (ممتحن القلوب),
חנון (الرؤوف),
צבאות (كنية للإله بأنه رب الجنود),
שדי (القدير),
אל (إله) وغيرها، إلا أن الاسم الرئيس والأكثر شهرة
هو "אלוהים"، أو كما ينطقه معظم
المتدينين في حياتنا اليومية "אלוקים". ويمكننا بالطبع تأليف كتب كاملة عن أسماء الله عز وجل،
إلا أن محور حديثنا هنا سيكون فيما يخص سؤالين فحسب: لماذا نحرّف عمدًا اسم الإله
من "אלוהים"
إلى "אלוקים"؟
وردًّا على السؤال، قال الحاخام "بنحاس بادوش":
"إن الاسم "אלוהים"
هو أحد أسماء الله عز وجل، وعندما نتلفظ اسم الإله، يجب أن نغير الكلمة؛ لأنه
يحرُم التلفظ باسم الله عز وجل بلا ضرورة. إلا أنه يمكننا استخدام الكلمة "אלוהים" نفسها، ولكن في حالات معينة. على سبيل المثال،
عندما يكون اللفظ "אלוהים"
جزءًا من تعبير لغوي، مثل: "אלוה-סליחות إله الغفران – العَفُوّ – الغفور"، وكذلك عندما
يكون الحديث عن الآلهة الأخرى "אלוהים אחרים الآلهة الأخرى – الأوثان – الأصنام".
في المقابل، يستوضح المحاور من الحاخام "بنحاس
بادوش" أمرًا ذا صلة، بسؤاله: "هناك من يدعي أن تغيير الاسم من "אלוהים" إلى "אלוקים" تحديدًا، يعد تحريفًا للاسم المقدس، ما رأيكم في
ذلك؟".
ويأتي رد الحاخام "بنحاس بادوش": "لا يعد
هذا تحريفًا، وإنما هو نوع من التبجيل والإجلال؛ لأنه يوجد نهي عن التلفظ باسم
الله عز وجل بلا ضرورة. على سبيل المثال، يحرم نطق الاسم "שלום السلام" في الحمَّام؛ لأنه أحد أسماء الله عز وجل،
ومن يفعل ذلك –ينتقص من المنزلة التي يستحقها الإله. على أية حال، يجب أن نبجل
أسماء الإله".
من ناحية أخرى، فإن الحاخام "يتسحاك جباي"
يحيلنا إلى أصل هذا الأمر في الجمارا. ففي مبحث "שבועות الأيمان" يرد أن الاسم "אל إله" هو من الأسماء التي تُكتب ولا تُمحى، أي أنه
يحرم محوه لأنه أحد أسماء الله عز وجل. كما أن الاسم "אלוהים" هو من الأسماء المقدسة. وعندما يتضرع الإنسان إلى
الله عز وجل في صلاته، فيمكنه حينئذ أن يستخدم الاسم "אלוהים"، أما خلاف ذلك فيُستخدم الاسم "אלוקים". والفكرة في ذلك هي إظهار الاحترام لاسم الإله
وعدم استخدامه في كل مناسبة".
أما فيما يتعلق باستخدام الاسم "אלוהים" في الأغاني، فقد أوضح "جباي" أنه لا ينبغي التصريح
بالاسم على غير مصلحة. ثم أردف ذلك بالحديث عن إقحام الاسم في بعض الأغنيات
المعاصرة. وأشار إلى أنه لا يوجد مانع شرعي من ذكر الاسم صراحة "אלוהים" في الأغنية إذا كان ذلك في سياق شكر الرب أو
التضرع إليه. أما إذا كانت الأغنية تصنف ضمن أغاني الحب، فيقتضي ذلك ذكر الاسم
"אלוקים".
والهدف من ذلك هو عدم الاستهتار بالله تعالى، وإقحام اسمه في مواضع لا تليق به.
وبهذا، نكون قد أوضحنا الفرق بين الاسمين وفقًا لما يراه
اليهود.
والله ولي التوفيق
المراجـــع
1- دافيد سجيف: قاموس عبري – عربي للغة العربية المعاصرة. ج1، حرف الألف. أورشليم وتل أبيب: دار شوكن، 1990م. ص 81.
2- אברהם אבן-שושן: המילון החדש – בשבעה כרכים. כרך ראשון (א – ד). ירושלים: קרית-ספר, 1979. עמ' 101.
3-
http://www.mako.co.il/spirituality-popular_culture/weekly-answer/Article-37bf87e7250f431006.htm?Partner=interlink1- دافيد سجيف: قاموس عبري – عربي للغة العربية المعاصرة. ج1، حرف الألف. أورشليم وتل أبيب: دار شوكن، 1990م. ص 81.
2- אברהם אבן-שושן: המילון החדש – בשבעה כרכים. כרך ראשון (א – ד). ירושלים: קרית-ספר, 1979. עמ' 101.