تعليقات على كتاب الراهب القس دوماديوس الرزيقي
في ظل الفقر العلمي
والفوضى الأكاديمية التي تجتاح كنائس النصارى العرب، نقرأ كثيراً في مؤلفاتهم أموراً
تصيب العقلاء بالبلاء، والغريب أن هذه المؤلفات تخرج عن رجال الكنيسة؛ فمثلاً عدّد
الراهب القس دوماديوس الرزيقي -في كتابه الرديء (الكتاب المقدس
عبر القرون والأجيال) أصدار! (هكذا كتبوها، والصحيح إصدار بلا شك) دار الأنبا
أنطونيوس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى سنة 2009م.
يعدد الراهب القس.المخطوطات العبرية التي يظن
أنها تشهد لصحة العهد القديم فيقول في السطر الثاني من ص 137: مخطوطة حلب ويتحدث
عنها في خمسة أسطر، ثم يتحدث قليلاً عن مخطوطات جنيزة القاهرة، ثم يذكر بعد ذلك
مخطوطة المتحف البريطاني، ثم في السطر الثاني والعشرين من نفس الصفحة يقول: مخطوطة
اليبو ويتحدث عنها باعتبارها مخطوطة أخرى.
قلتُ
تعليقاً على هذا: ليته صمت وما تحدث أبداً، لم يكن الراهب القس يعلم أن مخطوطة
حلب هي نفسها مخطوطة أليبو!!! الأمر المضحك جداً أن كلمة أليبو Aleppo هي نفسها حلب،
لكنها بالإنجليزية، أنا لا أتهمه بالتدليس في هذا الموضع، لكنه الجهل، فإلى الله
المشتكى من هؤلاء القساوسة، بهذه الطريقة قد نراه في الطبعة الجديدة من هذا الكتاب
يذكر لنا مخطوطات أخرى عن طريق ترجمة كلمة حلب إلى الفرنسية أو الإيطالية.
من
النوادر الأخرى في هذا الكتاب الرديء ما ذكره الراهب القس بعد حديثه عن مخطوطات
قمران في ص 145 حيث قال:
((إن الإنسان يتعجب
كيف تثبت هذه الدقة المذهلة على مدى أكثر من ألف قرن(!)
من الزمان)).
ألف
قرن يا أيّها القس!!! مائة ألف عام!!!، حسب التواريخ التقليدية كان نبي الله موسى u حياً سنة
1350 ق.م -تقريباً-، أي أنه من زمن النبي موسى ليومنا هذا لم تمض إلا 3360 سنة،
فكيف إذاً يكون الفارق الزمني بين مخطوطات قمران -التي هي من القرن الثالث حتى
القرن الأول الميلادي- والمخطوطات العبرية الماسورية مائة ألف عام؟! هؤلاء هم
العلماء؟!
وفي
ص 108 يخرج علينا باكتشاف خطير، يقول فيه:
((ويقول ديمتريوس
فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية الشهيرة، أن (أريستياس) Aristeas
اقترح على الملك أن يضيف إلى
المكتبة ترجمة (القوانين اليهودية). ولما كان بطليموس رجلاً مثقفاً، فقد وافق على
الاقتراح وأرسل وفداً إلى أورشليم برسالة إلى اليعازر رئيس الكهنة طالباً منه
إرسال ستة شيوخ من كل سبط من الأسباط الأثنى (كذا في الكتاب!) عشر متفهمين التوراة
وعارفين باللغتين العبرية واليونانية، إلى الإسكندرية للقيام بالترجمة التي اقترحها
أريستياس ...))
معلوم
أن أقدم شاهد تاريخي يتحدث عن الترجمة السبعينية هو رسالة أرستياس، وهي رسالة
كتبها شخص يسمي نفسه أرستياس، يقول فيها إن ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة
الإسكندرية طلب من الملك بطليموس إضافة ترجمة للتوراة إلى مكتبة الإسكندرية[1]، لكن الراهب القس
دوماديوس جعل ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية هو الذي يروي الأحداث، وجعل
أرستياس هو الذي يطلب من الملك بطليموس الترجمة!، أي أنه عَكَسَ الأسماء، وكأنه لا
يفقه ما يقول، والأمر المثير أن الراهب القس ذكر مرة أخرى أن أرستياس هو الذي
اقترح على الملك إعداد الترجمة -وليس ديمتريوس فالريوس-!!، ووفقاً لهذا الكلام
ينبغي أن نغير اسم الرسالة من رسالة أرستياس إلى رسالة ديمتريوس!، وأود هنا أن
أنبه القارئ إلى أن هذا الكلام الذي ذكره الراهب القس لم يكن من تأليفه أو على
الأقل نقله من كتابٍ بصياغته الشخصية، فحقيقة الأمر أن الراهب القس دوماديوس قد
نقل هذا الكلام بحرفه -تقريباً- بأخطائه من دائرة المعارف الكتابية، ولم يشر إلى
ذلك في حاشية كتابه، وكذلك لم يصحح الأخطاء الإملائية الموجودة في كلمات الدائرة!،
أي أنه ينقل بدون وعي أو فهم، وبدون إشارة إلى المنقول عنه!
وهو ينقل من دائرة المعارف الكتابية المجلد الثاني صفحة 349:
ومن
أخطائه الساذجة ما ذكره في ص 135؛ حيث قال:
((ويستطيع العلماء
أن يحددوا تاريخ المخطوطات بدقة عن طريق استخدام جهاز خاص لذلك يقوم بتحليل الحبر
أو المادة المكتوب عليها وفحص ما يسمى بالكربون المشع أو الكربون رقم 13))
أولاً:
التقنية التي يتم بواسطتها تأريخ المخطوطة تعتمد على
تركيز كربون 14 C14، وليس كربون 13 كما ذكر الراهب القس![2]
ثانياً:
أخطأ حين ادعى أن تأريخ المخطوطات هو أمر دقيق!، فلا
يوجد من بين العلماء من يلمح إلى ذلك، فضلاً عن أن يدعيه، بل إن العالم و. ف.
ليبَّي W.
F. Libby مكتشف تقنية التأريخ بفحص كربون 14، حينما
وضع تحت تصرفه في 14 نوفمبر 1950م بعض الكتان المكتشف في الكهف الأول، ليحدد تاريخ
هذا الكتان؛ وبالتالي الاقتراب من تحديد تاريخ المخطوطات التي كانت ملفوفة فيه،
وبعد فحوصات طويلة استمرت حتى 9 يناير 1951م ذكر في تقريره أن هذا الكتان يرجع إلى
سنة 33م؛ بزيادة أو نقص 200 عام!، وهذه المدة يسميها العلماء حجم الخطأ[3] Amount of
Errorلذلك كان تعليق العالم المشهور/ جيمس س. فاندركام James C. VanderKam هو أن هذه النتائج غير دقيقة، لكنها تعطينا ثقة بقدم هذا الكتان،
وبالطبع المخطوطات![4]
فإذا
كان الراهب دوماديوس يحسب هذا التأريخ دقيقاً، فأهلاً وسهلاً بالعلماء! ولست أحسب
أنّي ظالم له إن قلت إنه قد تزبب قبل أن يتحصرم، وقد قال أهل العلم من قبل: من
تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه.
والعجيب
(في الحقيقة لم يعد عجيباً، فكل شيء منهم أصبح متوقعاً) أن الكتاب قد خرج شبيهاً
بطبق سلطة غير متناسق المكونات، لأول مرة في حياتي أقرأ كتاباً يتحدث عن المخطوطات
فيقدم الترجمات على المخطوطات العبرية، ولا عزاء في البحث العلمي المحترم. وليس
هذا حال القس فحسب بل هو حال جل نصارى العرب في قتل البحث الأكاديمي، ولو ذكرتُ ما
بهذا الكتاب من فواجع ومصائب تصرخ بجهل صاحبها لطال المقام جداً، لكن هذا يكفي
الآن.
الأمر
الذي أثار فضولي وأردت أن أتوقف عنده قليلاً هو أن هذا الكتاب راجعه وقدم له
الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة!، أي أنه مسئول عن هذه الأخطاء، إذ كيف يخرج كتاب قد
راجعه وقدم له بهذه الصورة، أم الحال -كما يُقال في مصر- (كله
في الهوا سوا)؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهنا يدور السؤال يا شيخ احمد
هل كلمة " قس " عبارة عن وظيفة يقوم بها اي شخص معين كاختيار الهي مثلا ام انها ممنوحة بناءاً على علم وكفاءة تمتع بها هذا الرجل
فهل شخص بهذا المستوى المُدمرَ سيكون عنده ذرة معرفة عن كتابه او عن ايمانه
ثم انه ماذا يقول لرعيته حينما يسئل، وهل يجيب الصواب او بالخطاً
ثم كيف يتم الموافقة على نشر كتاب بهذه " العفانة " ويمر مرور الكرام على المسؤولين في الكنيسة المصرية التي من الواضح ان مستوى جميع آباءها بهذه الدرجة المتندية
يا طارق دي وظيفة بيسترزقوا منها.
حذفتلاقيه طالع بواسطة.
الكنيسة المصرية مفيهاش علماء إلا مدرسة متى المسكين إلى حد ما يعني.
عاش يا مولانا :)
ردحذفتسلم ايدك والله