الأحد، 7 أكتوبر 2012

ترجمة الفاندايك تهدم أسطورة "النص الماسوري المعول عليه" رداً على منيس عبد النور؛ اشعيا 19: 18 مثالاً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
يزعم كثير من النصارى أن النص الماسوري هو المعول عليه دائماً؛ ومنهم الدكتور منيس عبد النور حيث يقول في كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس ص74: "المعول عليه دائماً هو الأصل العبري".
دعونا نتحقق من صدق هذا الكلام بمطالعة الترجمة العربية المنتشرة (الفاندايك) لنرى أنها تحيد عن النص العبري الماسوري كثيراً إما لفساد نصه أو لغير ذلك.
المثال: اشعيا 19: 18
أولاً النص العبري الماسوري:
בַּיּ֣וֹם הַה֡וּא יִהְיוּ֩ חָמֵ֨שׁ עָרִ֜ים בְּאֶ֣רֶץ מִצְרַ֗יִם מְדַבְּרוֹת֙ שְׂפַ֣ת כְּנַ֔עַן וְנִשְׁבָּע֖וֹת לַיהוָ֣ה צְבָא֑וֹת עִ֣יר הַהֶ֔רֶס יֵאָמֵ֖ר לְאֶחָֽת
الترجمة:
في هذا اليوم تكون خمس مدن بأرض مصر تتكلم بلسان كنعان وتقسم لـرب الجنود؛ يقال لإحداها مدينة الهلاك.
ثانياً مخطوطات قمران:
مخطوطات قمران من أهم الشواهد النصية الموجودة بين أيدينا حالياً، نظراً لكونها الأقدم بين كل الشواهد، حيث يرجع تاريخ مخطوطاتها للقرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي.
أتى النص في مخطوطتين من مخطوطات قمران، هما:
أ- المخطوطة الأولى من الكهف الأولى من كهوف قمران 1QIsaa، وهي التي أشارت إليها نسخة BHS:
صورة العمود الخامس عشر من المخطوطة وفيه النص مظللاً:

صورة مقربة للنص والكلمة مظللة بالأصفر:

يتضح لنا أن المخطوطة تقول החרס هاحيرس أي «الشمس».
ب- المخطوطة الثانية هي المخطوطة المكتشفة في الكهف الرابع والمرقمة بـ 56 4Q56 Isaiah b:
نُشر نص هذه المخطوطة في المجلد الخامس عشر من سلسلة DJD في الصفحات من 19 حتى 43، تقول في الرُقَع العاشرة حتى الثالثة عشرة، في السطر الرابع والعشرين حتى السادس والعشرين منها:
[ 18 ביום]
25 [ההוא יהי]ו֯ חמש ערים בארץ מצרים [ ]
26 [ליהוה ]צֿבאות עיר החרס יאמר ל[אחת ]
أي إنها تقول החרס هاحيرس «الشمس» كذلك.
إذن القراءة الأقدم هي «الشمس».
ثالثاً بقية الشواهد النصية: (من تفسير ألبرت بارنز على هذا النص)
أهم وأكثر المخطوطات الماسورية: البشيطا، أكيلا، ثيودثيون: مدينة الهلاك.
بعض المخطوطات الماسورية القليلة جداً ، الفولجاتا، الترجوم، سيماخوس: مدينة الشمس.
نخلص من هذا العرض الموجز إلى أننا أمام قراءة تقول مدينة الشمس (بعض المخطوطات الماسورية، الفولجاتا، الترجوم، سيماخوس) وقراءة أخرى تقول مدينة الهلاك (أكثر وأهم المخطوطات الماسورية، البشيطا، أكيلا، ثيودثيون).
وفقاً لكلام منيس عبد النور وكلام النصارى فيجب أن تكون الترجمة العربية موافقة للنص الماسوري وتقول مدينة الهلاك؛ لكننا نجدها تقول مدينة الشمس؛ فهي هنا رفضت قراءة النص الماسوري واعتمدت على قراءة النسخ الأخرى؛ وهذه شهادة ضمنية على أن النص الماسوري لا يمكن الاعتماد عليه وحده دون بقية الشواهد النصية؛ وكذلك لا يمكن اعتباره هو المعول عليه دائماً.
ولعل القارئ لاحظ اختلاف مخطوطات قمران عن النص الماسوري؛ حيث اتفقت قراءة أكثر النسخ مع قراءة قمران ضد قراءة النص الماسوري مما يثبت وجود نص عبري اعتمدت عليه أو تأثرت به هذه النسخ المختلفة يختلف عن النص العبري الماسوري الحالي.
وأشير أخيراً إلى كلام طريف للقس أنطونيوس فكري في تفسيره على هذا النص فيقول:
"هليوبوليس = بالعبرية إر– ها – هيرس مدينة الشمس أي مركز لعبادة الشمس وفي الحاشية جاءت الكلمة إر – ها – شيرس = مدينة الهلاك. والمعنى أن أماكن الهلاك أي المعابد الوثنية في مصر تتحول إلي المسيحية".
هنا عدة جهالات وهي:
1- كلمة مدينة بالعبرية עִיר تنطق عير وليس إر، كما كتبها (الكاتب!) (المفسر!) (القس!)؛ فانظر وتأمل كيف يجهل لغة كتابه؟!
2- أي حاشية يتحدث عنها القس؟! ألا يعلم أن "مدينة الهلاك" أتت في شواهد نصية مهمة منها أهم وأكثر مخطوطات النص الماسوري.
3- زعم أن الهلاك في العبرية هي شيرس، إذ هي بالعبرية הַהרֶס وتنطق هاهرس؛ فمن أين أتى (العلامة!) أنطونيوس فكري بحرف الشين؛ ألا يفترض به أن يعرف الأحرف العبرية؟ أو على الأقل أن يبحث عن نطق الكلمة قبل أن يكتبه!
4- أنطونيوس فكري نفسه في تسجيل منسوب له على اليوتيوب يقول أن الفرق بين الإثنين هو حرف في اللغة العبرية غير واضح، وهو كذب أصلع، ثم يقول أن مدينة تترجم (هكذا قال، والصواب أنها ليست ترجمة) الشمس إر ها شرس، ومدينة الهلاك إر ها هرس، أي عكس ما كتبه في تفسيره عن معاني الكلمات، فتأمل في جهله المتناقض!!
الخلاصة:
1- مخطوطات قمران لم تثبت صحة النص الماسوري؛ فهي هنا تخالفه، وتوافق بعض النسخ والترجمات الأخرى!!
2- النص العبري ليس هو المعول عليه دائماً كما يزعم النصارى فهو يضم أخطاء كثيرة جداً؛ لذلك تحيد عنه الفاندايك!!
3- جهالات أنطونيوس فكري!!

هناك 4 تعليقات :

  1. الدكتور علي سري محمود المدرس19 أغسطس 2013 في 12:22 م

    بين النص العبري الماسوري والنص العبري في مخطوطات قمران فاصل زمني يصل إلى ألف عام قام خلالها كتبةاليهود بإدخال تغييرات كثيرة على نص العهد القديم لهذايُعد النص العبري الماسسوري نصأً مشوهاً في كثير من المواضع لهذا يحاول كثير من المختصين تنقيحه إعتماداً على المخطوطات القمرانية وعلى النصين السامري واليوناني لإن هذين النصين يتفقان في (2000) موضع ضد الماسوري

    ردحذف
    الردود
    1. بداية أرحب بحضرة الدكتور علي سري؛ ولا نخفي سعادتنا بمتابعتكم ووجودكم في مدونة النقد النصي للعهد القديم؛ فأهلاً وسهلاً بك أستاذنا الكريم.
      جزاكم الله خيراً على الإضافة؛ وما ذكرتموه هو باختصار ما نذكره دوماً ويذكره غيرنا في شرح سبب حاجة الكتاب المقدس لعلم النقد النصي؛ فلابد أن يُطبق علم النقد النصي بمقارنة الشواهد النصية المختلفة بما فيها الماسوري وقمران والسامري والسبعيني والفولجاتا والبشيطا والترجوم وكل هذا في النهاية الهدف منه الوصول إلى أصح صورة ممكنة؛ وقد سلّم أكثر المتخصصين باستحالة الوصول إلى النص الأصلي لوجود فجوة زمنية طويلة جداً تفضلتم بذكرها وقلتم إنها قد تصل إلى 1000 عام في بعض الأسفار.
      بارك الله فيكم أستاذنا الدكتور علي سري محمود.

      حذف
    2. أخي ,وأستاذي الدكتور علي سري محمود الله يحفظك ابنك شريف واصل أرجو منك أن تعطيني رقمك أبريدك رقمي هو735450278

      حذف
  2. ما هو الفرق بين النص العبري الماسوري والنص العبري ! افيدونا برك الله فيكم

    ردحذف