عندما أراد اليهود أن يحيوا لغتهم المقدسة -العبرية- من مواتها، قابلتهم حقيقة أن اللغة القديمة لا تناسب العصر الحديث، فلقد جدّت أشياء ليس لها وجود ضمن ذخيرة كتابهم المقدس، ولا ضمن التلمود، لأنها عن أشياء لم تكن موجودة قديماً، مثل المسدسات، والمدافع وغيرها.
ماذا فعلوا لحل هذه المشكلة؟!
لجأوا لكتابهم المقدس وراحوا يبحثون عن بعض الكلمات التي ليس لها معنى واضح أو تشبه في بنائها الصوتي بناء نفس الأشياء التي يريدون لها اسماً لكن في لغات أخرى.
فوجدوا كلمة אקדח (اقدح) في اشعياء 54: 21 وهي اسم حجر، فجعلوا هذه الكلمة هي المسدس، مع إن الكلمة في معناها القديم لا علاقة لها بمعناها الحديث، لكن ربما لأن اقدح تشبه كلمة قدَح التي فيها معنى الشرر والاشتعال والنار.
ووجدوا كلمة מרגמה (مرجما) في الأمثال 26: 8 ومعناها مختلف فيه بين الرُجمة التي توضع على القبر كعلامة له عن غيره، أو المقلاع، فجعلوا لهذه الكلمة معنى جديداً مدفع الهاون.
هذه فقرات قليلة تصف لنا كيف أحيا اليهود لغتهم العبرية من مواتها، وتصف أيضاً علاقة العبرية الحديثة بالقديمة، وإن شاء الله لنا لقاء مفصل في هذا الشأن.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق