بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص جديد نتعرض له لتوضيح مدى عبث النصارى بنصوص اليهود ، وكيف تم تحريفها وتطويعها لإستخدامها في " زرع " مفهوم الثالوث " بالإكراه " في نصوص العهد القديم .
يقول سفر المزامير بحسب ترجمة الفانديك الشهيرة :
Psa 2:12قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
هذا النص الذي تغنى به القساوسة ، وأخذوا في حياكة السيناريوهات والتفاسير للتدليل على التنبوء بالمسيح والإشارة للثالوث في نصوص العهد القديم .
على سبيل المثال ، القس يعقوب عماري : فالعبارة الأولى والثانية رفضهما اليهود بشدة، وقاوموا المسيح بعنفٍ حتى أدّى ذلك إلى تسليمه للصلب، إلا أن الذين فتحوا قلوبهم له وعرفوا هويته وآمنوا حقاً أنه هو الرب وهو ابن الله، والعارفون بالنبوَّات في أسفار التوراة يعرفون أن ما قاله عن نفسه هو حق تشهد له أسفار الوحي.وكمثالٍ على ذلك ما ورد في المزمور الثاني المنسوب إلى داود النبي إذ يقول هناك: "فالآن يا أيها الملوك تعقّلوا. تأدّبوا يا قضاة الأرض. اعبدوا الرب بخوفٍ واهتفوا برعدة. قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق. لأنه عن قليلٍ يتّقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه".هذه النبوة عن المسيح وردت قبل ميلاده بعدّة مئات من السنين. [1]
ويقول أيضاً القس إسبر عجاج :
قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه، طوبى لجميع المتكلين عليه . مزمور 2: 12. وهنا كلمة قبلوا الابن تعني قبلوا الابن قبلة القبول واقبلوه . [2]
مبدئياً أحب أن أذكر أن الجزء من النص القائل " قبلوا الابن " بحسب ترجمة الفانديك غير موجود في عدد من مخطوطات النص الماسوري كما يقول هامش النسخة النقدية BHS [3]
ووفقاً لذلك تكون قراءة خاتمة المزمور هكذا :
اعْبُدُواالرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ 12 لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيليَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
وبالمناسبة فهذه القراءة هي الأقرب للصواب ، والموافقة إلى حد كبير لقراءة النص بدون التحريف المسيحي له كما سنرى لاحقاً
وهي نفس القراءة التي اعتمدها عدة ترجمات مثل الترجمة الكاثوليكية :
لئلا يغضب فتضلوا الطريق لأنه سرعان ما يضطرم غضبه. فطوبى لجميع الذين به يعتصمون.
العربية المشتركة :
لئلا يغضب فتهلكوا سريعا. هنيئا لجميع المحتمين به .
اليسوعية :
لئلا يغضب فتضلوا الطريق لأنه سرعان ما يضطرم غضبه. فطوبى لجميع الذين به يعتصمون.
الأخبار السارة :
لئلا يغضب فتهلكوا سريعا. هنيئا لجميع المحتمين به.
عودة مرة أخرى للنص ...
جاء النص الماسوري هكذا
נשׁקו־ברפן־יאנף ותאבדו דרך כי־יבער כמעטאפו אשׁרי כל־חוסי בו
والجزء الملون المكون من الكلمتين " נשׁקו نشيقو " و " בר بار" هو الذي ترجم إلى قبلوا الإبن .
وبغض النظر عن كون هذا الجزء أصيل أم لا ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يترجم إلى قبلوا الإبن .
وهذا لسبب بسيط جدا وهو أن كلمة בר بار لا يمكن أن تترجم إلى إبن إلا إذا تبعها مضاف إليه ، مثال على ذلك أن نقول ابن النعمة ، ابن النقمة ، عباس ابن فرناس ..... الخ
مثال على ذلك ما جاء في عزرا 6 : 14 وترجمت كلمة בר بار الي ابن :
ושׂבייהודיא בנין ומצלחין בנבואתחגי נביאהוזכריה בר־עדואובנו ושׁכללו מן־טעםאלה ישׂראל ומטעם כורשׁ ודריושׁ וארתחשׁשׂתאמלך פרס
Ezr 6:14 وَكَانَ شُيُوخُ الْيَهُودِ يَبْنُونَ وَيَنْجَحُونَ حَسَبَ نُبُوَّةِ حَجَّيِ النَّبِيِّ وَزَكَرِيَّا بْنِ عِدُّو. فَبَنُوا وَأَكْمَلُوا حَسَبَ أَمْرِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ وَأَمْرِ كُورَشَ وَدَارِيُوسَ وَأَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ.
وكذلك في الامثال 31 : 2
Pro 31:2 مَاذَا يَا ابْنِي ثُمَّ مَاذَا يَا ابْنَ رَحِمِي ثُمَّ مَاذَا يَا ابْنَ نُذُورِي؟
מה־בריומה־בר־בטני ומהבר־נדרי
وهذا ما لم يتوفر في نصنا محل المناقشة ، وبذلك فالنص بريء من كلمة " ابن " براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
وهذه شواهد نصية تؤكد كلامنا وتنفي أن المعني المراد هو قبلوا الإبن كما حرفها القساوسة .
ترجوم المزامير :
קבילואולפנא דילמא ירגז ותהובדון אורחא מטול דייחור כזעיר רוגזיה טוביה לכל דסברין במימריה
[4]
الترجمة :
اقبل الأوامر لئلا يغضب ، وتضل طريقك ، سعيد كل من يثق في كلامه .
الترجمة السبعينية :
ترجمة إنجليزية [5]
ترجمة عربية :
اقبل الأوامر ، لئلا يغضب الرب ...... الخ
الفولجات :
ترجمة إنجليزية
ترجمة عربية
تقبل التهذيب ، كي لا يغضب الرب في اي وقت ، وتفقد الطريق الصحيح .
والآن لنلخص الموضوع في نقاط سريعة .
· الجزء الموجود في ترجمة الفانديك " قبلوا الإبن " غير موجود في عدد من مخطوطات النص المسورى كما يقول هامش النسخة النقدية ، وهو محذوف من عدة ترجمات عربية كما رأينا .
· معنى النص كاملاً كما هو موجود في النص العبري وبعض الترجمات لا يمكن أن يكون قبلوا الإبن وذلك للعلة اللغوية المذكورة .
· وجود شواهد نصية قديمة كالترجوم ، والترجمة السبعينية ، والفولجات تعضد كلامنا ، وتؤكد ان المعنى ليس قبلوا الإبن ، علاوة على توافق قراءة كل هذه النصوص لدرجة كبيرة جداً .
· قام القساوسة بتحريف النص كما شاهدنا بدون أي سند أو دليل أو شاهد ، بل وتغنوا بتبؤه عن المسيح عليه السلام والإشارة الصريحة للثالوث ، وهذا من قبيل جهل هؤلاء القساوسة ، وهذه مصيبة كبيرة ، وإن كانوا على علمٍ بهذه الأمور ومع ذلك ترجموها لتلك الصغية فهذا تدليساً ، وتلك مصيبة أكبر .
والحمد لله رب العالمين
_____________________________
[2] نقلاً عن كتاب المعمودية الكتابية ، الفصل الأول http://www.kalimatalhayat.com/doctrine/BiblicalBaptism/page2.htm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص جديد نتعرض له لتوضيح مدى عبث النصارى بنصوص اليهود ، وكيف تم تحريفها وتطويعها لإستخدامها في " زرع " مفهوم الثالوث " بالإكراه " في نصوص العهد القديم .
يقول سفر المزامير بحسب ترجمة الفانديك الشهيرة :
Psa 2:12قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
هذا النص الذي تغنى به القساوسة ، وأخذوا في حياكة السيناريوهات والتفاسير للتدليل على التنبوء بالمسيح والإشارة للثالوث في نصوص العهد القديم .
على سبيل المثال ، القس يعقوب عماري : فالعبارة الأولى والثانية رفضهما اليهود بشدة، وقاوموا المسيح بعنفٍ حتى أدّى ذلك إلى تسليمه للصلب، إلا أن الذين فتحوا قلوبهم له وعرفوا هويته وآمنوا حقاً أنه هو الرب وهو ابن الله، والعارفون بالنبوَّات في أسفار التوراة يعرفون أن ما قاله عن نفسه هو حق تشهد له أسفار الوحي.وكمثالٍ على ذلك ما ورد في المزمور الثاني المنسوب إلى داود النبي إذ يقول هناك: "فالآن يا أيها الملوك تعقّلوا. تأدّبوا يا قضاة الأرض. اعبدوا الرب بخوفٍ واهتفوا برعدة. قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق. لأنه عن قليلٍ يتّقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه".هذه النبوة عن المسيح وردت قبل ميلاده بعدّة مئات من السنين. [1]
ويقول أيضاً القس إسبر عجاج :
قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه، طوبى لجميع المتكلين عليه . مزمور 2: 12. وهنا كلمة قبلوا الابن تعني قبلوا الابن قبلة القبول واقبلوه . [2]
مبدئياً أحب أن أذكر أن الجزء من النص القائل " قبلوا الابن " بحسب ترجمة الفانديك غير موجود في عدد من مخطوطات النص الماسوري كما يقول هامش النسخة النقدية BHS [3]
ووفقاً لذلك تكون قراءة خاتمة المزمور هكذا :
اعْبُدُواالرَّبَّ بِخَوْفٍ، وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ 12 لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيليَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ.
وبالمناسبة فهذه القراءة هي الأقرب للصواب ، والموافقة إلى حد كبير لقراءة النص بدون التحريف المسيحي له كما سنرى لاحقاً
وهي نفس القراءة التي اعتمدها عدة ترجمات مثل الترجمة الكاثوليكية :
لئلا يغضب فتضلوا الطريق لأنه سرعان ما يضطرم غضبه. فطوبى لجميع الذين به يعتصمون.
العربية المشتركة :
لئلا يغضب فتهلكوا سريعا. هنيئا لجميع المحتمين به .
اليسوعية :
لئلا يغضب فتضلوا الطريق لأنه سرعان ما يضطرم غضبه. فطوبى لجميع الذين به يعتصمون.
الأخبار السارة :
لئلا يغضب فتهلكوا سريعا. هنيئا لجميع المحتمين به.
************************
عودة مرة أخرى للنص ...
جاء النص الماسوري هكذا
נשׁקו־ברפן־יאנף ותאבדו דרך כי־יבער כמעטאפו אשׁרי כל־חוסי בו
والجزء الملون المكون من الكلمتين " נשׁקו نشيقو " و " בר بار" هو الذي ترجم إلى قبلوا الإبن .
وبغض النظر عن كون هذا الجزء أصيل أم لا ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يترجم إلى قبلوا الإبن .
وهذا لسبب بسيط جدا وهو أن كلمة בר بار لا يمكن أن تترجم إلى إبن إلا إذا تبعها مضاف إليه ، مثال على ذلك أن نقول ابن النعمة ، ابن النقمة ، عباس ابن فرناس ..... الخ
مثال على ذلك ما جاء في عزرا 6 : 14 وترجمت كلمة בר بار الي ابن :
ושׂבייהודיא בנין ומצלחין בנבואתחגי נביאהוזכריה בר־עדואובנו ושׁכללו מן־טעםאלה ישׂראל ומטעם כורשׁ ודריושׁ וארתחשׁשׂתאמלך פרס
Ezr 6:14 وَكَانَ شُيُوخُ الْيَهُودِ يَبْنُونَ وَيَنْجَحُونَ حَسَبَ نُبُوَّةِ حَجَّيِ النَّبِيِّ وَزَكَرِيَّا بْنِ عِدُّو. فَبَنُوا وَأَكْمَلُوا حَسَبَ أَمْرِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ وَأَمْرِ كُورَشَ وَدَارِيُوسَ وَأَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ.
وكذلك في الامثال 31 : 2
Pro 31:2 مَاذَا يَا ابْنِي ثُمَّ مَاذَا يَا ابْنَ رَحِمِي ثُمَّ مَاذَا يَا ابْنَ نُذُورِي؟
מה־בריומה־בר־בטני ומהבר־נדרי
وهذا ما لم يتوفر في نصنا محل المناقشة ، وبذلك فالنص بريء من كلمة " ابن " براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
وهذه شواهد نصية تؤكد كلامنا وتنفي أن المعني المراد هو قبلوا الإبن كما حرفها القساوسة .
ترجوم المزامير :
קבילואולפנא דילמא ירגז ותהובדון אורחא מטול דייחור כזעיר רוגזיה טוביה לכל דסברין במימריה
[4]
الترجمة :
اقبل الأوامر لئلا يغضب ، وتضل طريقك ، سعيد كل من يثق في كلامه .
الترجمة السبعينية :
δράξασθε παιδείας, μήποτε ὀργισθῇ κύριος καὶἀπολεῖσθε ἐξ ὁδοῦ δικαίας. ὅταν ἐκκαυθῇἐν τάχει ὁ θυμὸς αὐτοῦ, μακάριοι πάντες οἱ πεποιθότες ἐπ᾿ αὐτῷ.
ترجمة إنجليزية [5]
seize upon instruction , least the lord angry , and you will perish from the righteous way , when his anger quickly blazes out . happy are all who trust in him .
ترجمة عربية :
اقبل الأوامر ، لئلا يغضب الرب ...... الخ
الفولجات :
adorate pure ne forte irascatur et pereatis de via
ترجمة إنجليزية
Embrace discipline, lest at any time the Lord be angry, and you perish from the just way.[6]
تقبل التهذيب ، كي لا يغضب الرب في اي وقت ، وتفقد الطريق الصحيح .
والآن لنلخص الموضوع في نقاط سريعة .
· الجزء الموجود في ترجمة الفانديك " قبلوا الإبن " غير موجود في عدد من مخطوطات النص المسورى كما يقول هامش النسخة النقدية ، وهو محذوف من عدة ترجمات عربية كما رأينا .
· معنى النص كاملاً كما هو موجود في النص العبري وبعض الترجمات لا يمكن أن يكون قبلوا الإبن وذلك للعلة اللغوية المذكورة .
· وجود شواهد نصية قديمة كالترجوم ، والترجمة السبعينية ، والفولجات تعضد كلامنا ، وتؤكد ان المعنى ليس قبلوا الإبن ، علاوة على توافق قراءة كل هذه النصوص لدرجة كبيرة جداً .
· قام القساوسة بتحريف النص كما شاهدنا بدون أي سند أو دليل أو شاهد ، بل وتغنوا بتبؤه عن المسيح عليه السلام والإشارة الصريحة للثالوث ، وهذا من قبيل جهل هؤلاء القساوسة ، وهذه مصيبة كبيرة ، وإن كانوا على علمٍ بهذه الأمور ومع ذلك ترجموها لتلك الصغية فهذا تدليساً ، وتلك مصيبة أكبر .
والحمد لله رب العالمين
_____________________________
[2] نقلاً عن كتاب المعمودية الكتابية ، الفصل الأول http://www.kalimatalhayat.com/doctrine/BiblicalBaptism/page2.htm
[3] Biblia Hebraica Stuttgartensia : Apparatus Criticus: German Bible Society, 2003, c1969/77, S. 1088
[4] Comprehensive Aramaic Lexicon: Targum Psalms. Hebrew Union College, 2005; 2005, S. Ps 2:12
[5] NETS psa 2 : 12