الخميس، 19 ديسمبر 2013

لماذا لم يعصم الله سبحانه الأنبياء والمظلومين من القتل والظلم؟!

من أروع ما قرأت في الإجابة على هذا السؤال إجابة الرابي سعديا جأون الفيومي (متوفى في القرن الـ10م) إذ يقول في تفسير التكوين:
إن قتل هابيل وقتل جميع المظلومين وبخاصة الأنبياء إنما يستعظم لو كان الخالق لم يخلق إلا دار الدنيا فقط ومع ذاك غير قادر على إحياء الموتى فكان يكون حينئذ كل من مات قد هلك وتنقضي أمره وكل من لم ومات فقد فاز بظلمه قبل موته وتخلص من مقابله على فعله. ولكن لما أوجب الخالق خلق دار الآخرة معدة لتعويض المظلومين وعذاب الظالمين صار الدارين جميعها مقام يومين متواليين يتمم الثاني منهما ما بقي من واجبات اليوم الأول فلا يفرح من ظلم في اليوم الأول فإنه سيقتص منه في غده بمقدار استحقاقه ولا يغتم المظلوم في اليوم الأول فإنه سيعوض في غده مقدار ما يستحق. وأما بينهما التقديم والتأخير فقط. ولهذه العلة لا يقبض يد الظالم على المظلوم في اليوم الأول إذ قد أوجب يجازيهما في اليوم الثاني وإن هما ماتا أعادهما ... فقد تبين أن ضجر النفوس من ظلم الظالمين للصالحين في دار الدنيا إنما هو من ضعف اليقين بدار الآخرة.

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

قصة النبي الكذاب في الكتاب المقدس وهل يمكن الوثوق بالأنبياء

قصة النبي الكذاب:
يحكي لنا الكتاب (المقدس) قصة غريبة عن رجل ادعى النبوة ثم خدع نبياً من أنبياء الله وجعله يخالف أمر الله بحجة أنه نبي مثله، ومن ثم كانت عقوبة الله للنبي أن افترسه الأسد لأنه خالف أمر الله.
___
هنا عدة نقاط:
هذا الرجل الذي كذب على النبي الكتاب يسميه نبياً، فهل هو نبي حقيقي أم مجرد رجل ادعى النبوة؟!
(الفانديك)(الملوك الأول)(Kgs1-13-11)(. وكان نبي شيخ ساكنا في بيت ايل.فاتى بنوه وقصوا عليه كل العمل الذي عمله رجل الله ذلك اليوم في بيت ايل وقصوا على ابيهم الكلام الذي تكلم به الى الملك.)
هنا يسميه الكتاب نبياً بلفظ صريح.
ونجد هذا النبي بعد قليل يكذب على النبي ويخدعه ويزعم أن ملاك الرب قد أمره أن يأخذ النبي معه إلى بيته ويطعمه، وهنا إشكالية إذا كان هذا الرجل نبياً ويكذب في أمر رسالته ويختلق كلاماً وينسبه لله عز وجل، فكيف يمكن الوثوق بباقي الأنبياء فيما يزعمون أنه من عند الله؟!
(الفانديك)(الملوك الأول)(Kgs1-13-18)(فقال له انا ايضا نبي مثلك وقد كلمني ملاك بكلام الرب قائلا ارجع به معك الى بيتك فياكل خبزا ويشرب ماء.كذب عليه.)
بعد هذا نجد الرب يتحدث إلى النبي الكذاب ويقول للنبي الآخر لأنك خالفت قول الله ورجعت معي ستعاقب!
(الفانديك)(الملوك الأول)(Kgs1-13-20:23)(وبينما هما جالسان على المائدة كان كلام الرب الى النبي الذي ارجعه
فصاح الى رجل الله الذي جاء من يهوذا قائلا هكذا قال الرب.من اجل انك خالفت قول الرب ولم تحفظ الوصية التي اوصاك بها الرب الهك
فرجعت وأكلت خبزا وشربت ماء في الموضع الذي قال لك لا تأكل فيه خبزا ولا تشرب ماء لا تدخل جثتك قبر آبائك.)

المختصر:
الكتاب يقول عنه: (نبي)، وفي نفس الوقت يقول أنه كذب ونسب كلاماً لله عز وجل زوراً، وقد استطاع أن يخدع النبي الآخر، وعاقب الله النبي المخدوع عقوبة مفزعة!
فإذا كان النبي يكذب على الله وينسب له كلاماً غير صحيح، فكيف يمكن الوثوق بباقي الأنبياء؟!
كيف يمكن أن يكون لله حجة على الناس إذا كان يبعث أنبياء كذبة يخدعون الرعية ويعطونهم تعاليم وشرائع وأحكام غير حقيقية؟!

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

المحاضرة الثانية في شرح كتاب نص العهد القديم لـ إرنست

المحاضرة الثانية في شرح كتاب نص العهد القديم The Text of The Old Testament
تحميل المحاضرة من هنا.
يشرح الكتاب أحمد سبيع في غرفة حوار الأديان ضمن الغرف الصوتية لأنصار السنة.
لدخول الغرفة بدون تسجيل اضغط هنا.
لدخول الغرفة عن طريق التسجيل اضغط هنا.
تحميل الكتاب من هنا.

السبت، 7 ديسمبر 2013

اتهام يوستينوس لليهود بتحريف الكتاب المقدس - صفحات من الترجمة العربية

جزء من حوار يوستينوس شهيد الكنيسة مع تريفون اليهودي.
هذا الجزء فيه اتهامات واضحة جداً من يوستينوس لليهود بتحريف الكتاب المقدس؛ وذكر أمثلة عديدة على النصوص التي يزعم أن اليهود قد حذفوها، وبعض هذه النصوص موجود الآن، وبعضها الآخر غير موجود إلى اليوم!
أي إن الكتاب المقدس الحالي قد حرّفه اليهود حسب ما قال يوستينوس.
الترجمة من إصدارات دار بناريون المسيحية.




تحميل الصور بجودة عالية جداً من هنا.

الخميس، 5 ديسمبر 2013

مناظرة صوتية بعنوان هل بشر العهد القديم بيسوع؟ بين أحمد سبيع ومتناظرة نصرانية

مناظرة صوتية بعنوان هل بشر العهد القديم بيسوع؟
بين أحمد سبيع ومتناظرة نصرانية.
في الغرفة الصوتية لحوار الأديان التابعة لأنصار السنة.
تحميل المناظرة من هنا.
رابط آخر هنا.
.

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

المحاضرة الأولى في شرح كتاب نص العهد القديم لـ إرنست

المحاضرة الأولى في شرح كتاب نص العهد القديم The Text of The Old Testament
تحميل المحاضرة من هنا.
يشرح الكتاب أحمد سبيع في غرفة حوار الأديان ضمن الغرف الصوتية لأنصار السنة.
لدخول الغرفة بدون تسجيل اضغط هنا.
لدخول الغرفة عن طريق التسجيل اضغط هنا.
تحميل الكتاب من هنا.

الأحد، 1 ديسمبر 2013

دورة لشرح كتاب نص العهد القديم لإرنست

إن شاء الله كل ثلاثاء الساعة الـ 8 مساء يشرح أحمد سبيع كتاب نص العهد القديم The Text of The Old Testament
تأليف العالم الشهير فرزفاين إرنست.
المحاضرات في غرفة حوار الأديان ضمن الغرف الصوتية لأنصار السنة.
لدخول الغرفة بدون تسجيل اضغط هنا.
لدخول الغرفة عن طريق التسجيل اضغط هنا.
تحميل الكتاب من هنا.

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

أحمد سبيع يسحق أدمن نصراني في مناظرة صوتية عن نقل العهد القديم

أحمد سبيع يسحق ادمن نصراني في برنامج البالتوك في مناظرة بعنوان نقل العهد القديم


للتحميل اضغط هنا.

السبت، 16 نوفمبر 2013

متى كتب التلمود؟

نظرة سريعة لمعرفة التلمود وما هو ؟
التلمود باختصار هو شريعة بني إسرائيل الشفهية
ومن المعروف لدى اليهود الحاليين ( أقصد بالدولة الحاخامية ) أنهم يقولون أن الله أنزل وحيين وهما المقرا والمشنا
المقرا أي الكتاب المقروء في الكتب ( التناخ أو أسفار العهد القديم )
المشنا أي الشريعة الشفوية التي لم تكتب ونهى يهوه عن كتابتها وتدوينها كما جاء في ( مدراش شموت رابا 47 / 11 )
إذ يقول ما ترجمته نصّا : " أمر القدوس تبارك موسى قائلا , دوّن أسفار التوراة والأنبياء والمكتوبات أما الروايات والتلمود فتكون شفاهة ".
وطبعا الأنبياء جاؤوا بعد موسى فكيف يأمر الرب موسى بذلك ؟
يقولون: الأمر لموسى ليس بقاصر على موسى بل يشمله ويشمل المؤمنين به .
كما هو الحال عندنا أي المسلمين في هذه المسألة.

التلمود عبارة عن جزئين : -

الجزء الأول: المشنا
هي متن التلمود وهي عبارة عن تشريعات موضوعة بصورة مختصرة جدا وقد جمعها الرابّي يهودا هناسي في مستهل القرن الثالث بعد الميلاد بعد عملية غربلة وإستبعاده لمجموعة كبيرة من التشريعات والنصوص لإعتبارات لا يعلمها أحد إلا هو (:
وأطلق إسم " برايتا " أو برّانية على هذه النصوص المستبعدة.
فيهودا الهناسي لم يؤلف بل رتّب وبوّب فقط التشريعات في صورتها المعروفة لدينا الآن
وهذه المشنا يقع في ست أقسام رئيسية , وكل قسم يحتوي على أبواب , وكل باب يحتوي على فصول , وكل فصل به العديد من التشريعات بصورة مختصرة جدا قد تصل للغموض.
وهذا هو الأساس الذي قامت عليه الديانة اليهودية
علماء المشنا يطلق عليهم " تنائيم " أي المشرّعون

الجزء الثاني: الجمارا
هي المناقشات التي تمّـت حول نصوص المشنا من حيث فهمها ومن هو المشرع الذي يظهر منهجه في التشريع وما هو التشريع التوراتي الذي أستند إليه هذا المشرع وما هي الحالات التي يطبق فيها هذا التشريع
بخلاف ذلك كانوا يناقشون نص التشريع نفسه وأسماء الفقهاء وإزالة التعارض والتناقض الموجود بين تشريع وتشريع آخر أو إستنباط أحكام جديدة وهكذا .
هذه الجمارا تحتوي على شيئين
1- التشريع ويسمى الهالاخا أي الجانب التشريعي أو الفقهي
2- المرويات والقصص وتسمى الأجادا أو الهاجادا أي الجانب القصصي
وهما متداخلان في الشرح وأحيانا تأتي المرويات لا علاقة لها أصلا بنص المشنا الذي يتم مناقشته وقتها
علماء الجمارا يسمّون " الأمورائيم " وتعني الرواة
فالتلمود هو عبارة باختصار عن كونه تسجيلا حيا لهذه النقاشات المفتوحة داخل بيت المدارس أي مدارس الفقه والشريعة
ونظرا لإختلاطهم وتأثرهم بالثقافات الأخرى وخاصة اليونانية والفكر الشرقي القديم إهتمت هذه النقاشات حول طرق البحث وما هي الأسباب والنتائج التي وصل لها علماء المشنا.

نرجع للكلام حول تدوين هذا الكتاب الضخم الموسوعي في الدين اليهودي
إلى الآن لم يستقر الأمر في تحديد زمن تدوين التلمود وهل دوّن فور ترتيبه أم لا !!!
وهل وقت طبعه لم تدخل فيه بعض النصوص أم إن الموجود حاليا هو ما إستقر عليه علماؤهم أم تم إقحام بعض النصوص والمرويات فيه !!!
نبحث بداية عن سبب كتابة أو تدوين التلمود مع العلم إنه شريعة شفهية وليست مكتوبة
اليهود حين شعروا بالخطر من إرتداد كثير من أحبارهم وتركهم لليهودية وإعتناقهم للإسلام وسرعة إنتشار الإسلام مع قوة حجته ومنطقيته في العرض والإستدلال أن تراثهم هذا سوف يضيع ويزول فلذلك لجأوا إلى تجميع ما توفر تحت أيديهم من تراث ديني في مراكز تجمعاتهم سواء العراق أو فلسطين ولذلك تجد كثير من التكرار الفظيع والتشابه العجيب للمرويات في كتبهم أو تفاسيرهم
فنجد أنهم إستفادوا مثلا من التراث الإسلامي في التدوين ب
- التفسير بالمأثور نقلوها للعبرية ل ( ماسورا ) وكان في بدايته مرتبط بعلامات ضبط القراءة للتناخ
ثم تطور وأصبح ( مسورت ) وهو كل ما يتم نقله عن علماء اليهود القدماء من مرويات لا دليل عليها تناخي
- هجادا يناظر في الإسلام روايا أو رواية
- أجادا يناظر في الإسلام الاجتهاد بالرأي لا المأثور مصدر أجاد أي أتقن

ولهذه الأسباب يستميت اليهود لإرجاع هذه الشروحات التي قامت على المشنا إلى الفترة ما بين القرن الثالث الميلادي إلى السادس الميلادي أي إستماتة لجعله قبل ظهور الإسلام وانتشاره

المشكلة أن أقدم مخطوطة للتلمود هي مخطوطة أكسفورد تضم عدّة أبواب وليس كله ترجع تاريخها لسنة 1123 م
والمخطوطة التي تليها مخطوطة المتحف البريطاني يرجع تاريخها للقرن الثاني عشر الميلادي

ولهذا نقول: إن التلمود لم يدّون في عصر علمائهم ولا رواتهم بل لم يدّون إلا بعد تدوين التراث الإسلامي أي في القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي ولذلك لا نجد أي مخطوطة للتلمود قبل القرن الثامن الميلادي.

ولهذا نقول لمن يحتج علينا من اليهود أو النصارى أن الإسلام إقتبس منهم بل لا الإسلام الذي هو عبارة عن القرآن والسنة الصحيحة للنبي عليه السلام مستقلة إستقلال تام في التشريع ولم تقتبس من أحد بل الكل إقتبس منها .
ولا تلزمني بما هو مكتوب بعدها فلماذا لا نقول إن اليهود هم من إستفادوا من التراث الإسلامي بدليل قوله تعالى  {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }النمل76
ودليل يهودي أيضا للتقريب على ما قلته هو كتاب التأثيرات الإسلامية في العبادة اليهودية لكاتبه العالم اليهودي نفتالي فيدر
وإستفادة اليهود من قواعد الضبط والنحو في اللغة العربية لضبط العبرية وهكذا.

فديننا مستقل بذاته لا يفتقر لشيء والكل يفتقر له
كتبه أخوكم / محمد المعتز بالله الحاخام المسلم

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

قراءة لثلاثة نصوص تاريخية في العهد القديم

دعوة للمقارنة:

دانيال 1
1فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا ذَهَبَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَحَاصَرَهَا. 2وَسَلَّمَ الرَّبُّ بِيَدِهِ يَهُويَاقِيمَ مَلِكَ يَهُوذَا مَعَ بَعْضِ آنِيَةِ بَيْتِ اللَّهِ فَجَاءَ بِهَا إِلَى أَرْضِ شِنْعَارَ إِلَى بَيْتِ إِلَهِهِ وَأَدْخَلَ الآنِيَةَ إِلَى خِزَانَةِ بَيْتِ إِلَهِهِ.

أخبار الأيام الثانية 36
5كَانَ يَهُويَاقِيمُ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِهِ. 6عَلَيْهِ صَعِدَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ لِيَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَابِلَ 7وَأَتَى نَبُوخَذْنَصَّرُ بِبَعْضِ آنِيَةِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى بَابِلَ وَجَعَلَهَا فِي هَيْكَلِهِ فِي بَابِلَ.

إرميا 25
1 اَلْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا عَنْ كُلِّ شَعْبِ يَهُوذَا فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِيَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا (هِيَ السَّنَةُ الأُولَى لِنَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ).

كم مدة مُلك يهوياقيم بِناء على هذه النصوص؟
وفي أي عام من حكم يهوياقيم مَلَكَ نبوخذنصر على بابل؟!

السبت، 2 نوفمبر 2013

هل قالت اليهود يد الله مغلولة؟


بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 
كثير منّا أهل الإسلام وأيضا النصارى يجهلون الموجود عند اليهود في كتبهم ويعلم كلنا أن القرآن الكريم كتاب الله الوحيد بدون تحريف تكلّم عن مقالاتهم ويسأل الكثير عن أصل هذه المقالات هل هي موجودة فعلا ؟
ويبدأ في إتهام القرآن بإختلاق الأقاويل على اليهود وأن اليهود لا يقولون ذلك !!!
هذا واقع فعلا لا محيص عنه ولا ينتطح فيها عنزان
ولكن !!
ألم يتفكر السائل أو المعترض أن النبي عليه السلام كان يعيش وسط اليهود ولم ينكروا عليه مقالاته ؟
ألا يعني سكوتهم هو حقيقة الأمر في ذاته إذ كانت لهم شوكة وقوة وغلبة ؟
دعونا ننظر في أمر لفت نظري وأظنه جديد على معظمكم والله أعلم
قال الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} سورة المائدة
هل حقيقة قالت اليهود ذلك ؟
ننظر أولا في أقوال مفسرين الإسلام في تناولهم لهذا الأمر وهي مقدمة مهمة جدا لفهم ما سأذكره لكم من كلام اليهود أنفسهم
ملحوظة: سأختصر أقوال المفسرين الكبار حرصا على عدم الإطالة مع بقاء الإفادة
قال الطبري رحمه الله : احتجاجاً لنبيه محمدصلى الله عليه وسلم بأنه له نبـيّ مبعوث ورسول مرسل أن كانت هذه الأنبـاء التـي أنبأهم بها كانت من خفـيّ علومهم ومكنونها التـي لا يعلـمها إلا أحبـارهم وعلـماؤهم دون غيرهم من الـيهود فضلاً عن الأمة الأمية من العرب الذين لـم يقرؤا كتابـاً ولا وَعَوْا من علوم أهل الكتاب علـماً فأطلع الله علـى ذلك نبـيه مـحمداً صلى الله عليه وسلم وسلـم لـيقرّر عندهم صدقه ويقطع بذلك حجتهم..


* يذكر هنا الطبري أن هذه الأقوال أطلعها الله على عبده ورسوله محمد عليه السلام دلالة على الوحي وعلى نبوته لأن هذه الأقوال لا يعلمها إلا الأحبار والعلماء فقط دون غيرهم من اليهود .
لذلك لا نتعجب من إنكار بعض جهلة اليهود علينا وتشبه النصارى بهم في الإنكار فتأمل !!!

ثم يقول الطبري رحمه الله : { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ } يعنون: أن خير الله مـمسك، وعطاءه مـحبوس عن الاتساع علـيهم 
فقال: { وَقَالتِ الـيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ } يعنـي بذلك أنهم قالوا: إن الله يبخـل علـينا ويـمنعنا فضله فلا يفضل، كالـمغلولة يده الذي لا يقدر أن يبسطها بعطاء ولا بذل معروف
إذن: قالت اليهود ذلك لأنهم يقولون أن الله يحبس فضله وعطاءه عليهم لا على غيرهم فتنبه .

قال الطبري رحمه الله بإسناده حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ: { وَقَالتِ الـيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِـمَا قالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ } قالوا: إن الله وضع يده علـى صدره فلا يبسطها حتـى يردّ علـينا ملكنا.
إذن: المقصود بمغلولة هنا : إنه لا يبسطها بإرجاع الملك لهم

معنى هذا بالمنطق أن هذا الكلام قالوه في حالة الشتات والخزي لهم لا في حالة الملك .
وقال آخرون منهم: بل يده ملكه وقال: معنى قوله: { وَقَالتِ الـيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ }: ملكه وخزائنه

قال القرطبي رحمه الله 
قوله تعالى: { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ }. قال عِكْرمة: إنما قال هذا فنْحَاص بن عازُوراء لعنه الله وأصحابه، وكان لهم أموال فلما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم قَلّ مالهُم؛ فقالوا: إن الله بخيل، ويد الله مقبوضة عنا في العطاء؛ فالآية خاصة في بعضهم. وقيل: لما قال قوم هذا ولم ينكر الباقون صاروا كأنهم بأجمعهم قالوا هذا.
إذن : هو قول لخاصتهم أي كبراءهم وأحبارهم ولما قالوها ولم ينكر باقي اليهود ممن سمع المقالة هذا الأمر كانوا كمن قالها بالضبط لأنهم سكتوا والأصل في السكوت الرضى .

قال إبن كثير رحمه الله
عن ابن عباس قوله: { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ } قال: لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكن يقولون: بخيل، يعني: أمسك ما عنده، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً، وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك

قال إبن عاشور رحمه الله
فقد روي في سبب نزولها أنّ اليهود نزلت بهم شدّة وأصابتهم مجاعة وجَهد، فقال فنحاص بن عَازُورا هذه المقالة، فإمّا تلقَّفُوها منه على عادة جهل العامّة، وإمّا نسب قول حبرهم إلى جميعهم لأنّهم يقلّدونه ويقتدون به
إذن: هو قول لحبرهم فقلدوه 
ولكن هل هذا الحبر فنحاص مسبوق بنفس المقولة أم هو من إختلقها ؟

وذكر محمد رشيد رضا رحمه الله
وروي عن السدي في قولهم ومرادهم، قالوا: إن الله وضع يده على صدره، فلا يبسطها حتى يرد علينا ملكنا، وروي عن ابن عباس في معنى عبارتهم أنه قال: ليس يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكنهم يقولون إنه بخيل أمسك ما عنده .
فالمسألة عندهم كلها مدارها على الملك والغنى 

هذه هي الأقوال المشهورة ذكرت طرفا منها مع نسبتها لقائليها وناقليها
فهلم ننظر عند اليهود ونرى أصل هذا القول الشنيع القبيح قبّحهم الله 
الأصل التناخي 
سفر مراثي إرميا 2 : 3 (رَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ يَمِينَهُ أَمَامَ الْعَدُوِّ )
رد إلى الوراء أي إمتنع عن العطاء وهذا النص قيل في حالة ندب تدمير الهيكل الأول وضياع ملك بني إسرائيل
كما قلنا سابقا: إن المسألة كانت على الملك والحكم

يقول الحاخام روبن فايرستون و ستيفن ستاينلايت في هذا النص الآتي :
إن الله قد عاقب إسرائيل برد يمينه من الدفاع عن القدس ولا يوحي هذا المقطع بأي حال من الأحوال أن الله عاجر أو ضعيف , بل بالأحرى أن الله إختار بكل بساطة منع الحماية الإلهية .
وهو عين قول إبن عباس : : ولكنهم يقولون إنه بخيل أمسك ما عنده .

في المدراش في مراثي رباه ( آخر 2 : 6 ) يقول ما نصّه " غلت يمين الله " .
يقول الحاخام روبن تعليقا على هذا النص : يقترح هذا التفسير مجازا لا حرفيا أن الله غل يمينه عن قصد .

وورد في كتاب (حانوخ) الآتي : قال لي الحاخام إيشمائيل : تعال معي وسأريك يمنى الموجود المطلق (الله) التي غلت وراءه بسبب تدمير الهيكل .
فالخلاصة: اليهود على قولين في المسألة
الأول: قول مجازي أي إن الله إمتنع عن حماية أولاده ومسكن قدسه وتركهما للأغيار .
الثاني: قول على حقيقة اللفظ أن الله فعلا غلّت يده وإمتنعت إما خوفا أو أي شيء آخر .

وأتذكر في هذا المقام مناظرة حدثت بين حاخام من الناطوري كارتا أو الساتمريم ( يهودي أرثوذكسي ضد الصهيونية) وبين أحد من اليهود المحافظين ( مؤيد للدولة الصهيونية )
وقال في هذه المناظرة التي جرت بينهما : أنه لا حق لأي يهودي في تكوين أو العمل على قيام دولة لإسرائيل حتى يأتي المسيا وذكر له ما فعله باركوخبا وما جر عليهم من الويلات والآلام والتشريد والتقتيل وفناء المجد المتبقي لليهود وقال له ما ترجمته ( إنك بفعلك هذا تلوي يمين الرب ) .
يقصد بهذا الكلام هو أنك تريد أن تضع الله في سياسة الأمر الواقع فيستجيب لفعلكم ويبعث المسيا !!
كتبت هذا الرد لتثبيت المؤمنين على إيمانهم بصدق كلام الله في القرآن
وردّا على سفاهة أي سفيه في إعتراضه علينا ولأني وجدت الردود في هذا الباب ضعيفة لا تصلح للرد والإقناع
كتبه أخوكم/ محمد المعتز بالله

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

عصير الكتب: كتاب العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية

عصير الكتب: كتاب العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية.

ومشروع عصير الكتب هو مشروع يشرف عليه الأخ أبو المنتصر شاهين الملقب بالتاعب حفظه الله وجزاه الله خير الجزاء.
رابط التحميل هُنا.
التفريغ للنسخ من هُنا.

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

مناظرة مهمة بين أحمد سبيع ومحاور نصراني يُدعى سيف الكلمة عن نص اشعيا 7: 14

مناظرة مهمة بين أحمد سبيع ومحاور نصراني يُدعى سيف الكلمة في برنامج البالتوك عن نص اشعيا 7: 14 وهل ينطبق على يسوع كما زعم إنجيل متى أم لا؟!
تمت المناظرة يوم الإثنين الموافق 28/ 10/ 2013
والنص هو:
(فانديك)(اشعياء)(Is-7-14)(ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل.)

وندع الحكم للقارئ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

لتحميل المناظرة اضغط هُنا.
رابط آخر.
المناظرة على اليوتيوب.
جزى الله خيراً من رفعها على اليوتيوب.

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

اعتراف الحبر اليهودي ابن ابي الحسن السامري بتحريف اليهود للتوراة - وثائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من كتاب : التاريخ مما تقدم عن الآباء

اعتراف صريح من الحبر والحاخام اليهودي ابي الفتح ابن ابي الحسن السامري بتحريف اليهود للتوراة





















والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

السبت، 26 أكتوبر 2013

كتاب ذرية إبراهيم للحاخام روبن فايرستون بالعربية

كتاب ذرية إبراهيم
تأليف الحاخام روبن فايرستون
وهو عبارة عن مقدمة عن اليهودية للمسلمين؛ يتكلم فيه الكاتب عن إبراهيم الخليل عليه السلام والميثاق وقصة أبنائه إسحاق وإسماعيل
ثم يستعرض من وجهة نظر يهودية خروج بني إسرائيل من مصر وفترة التيه ونزول التوراة ودخول الأرض ثم السبي وهذه الأمور ثم يستطرد الكاتب أكثر ليوضح قيام الدولة اليهودية من يهودية التناخ إلى دولة يهودية الحاخامات
ويتناول الفتوحات الإسلامية والحياة الغربية بالنسبة لليهود وهذه الامور
الكتاب ماتع ولا يخلو من فوائد ومن تلبيسات وتدليسات

للتحميل اضغط هنا.

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

كتاب: التأثير الإسلامي في التفاسير اليهودية الوسيطة تأليف موشيه مردخاي مترجم

كتاب: التأثير الإسلامي في التفاسير اليهودية الوسيطة (من مقدمة كتاب: تفاسير الرابي سعديا جاؤون لسفر التكوين).
تأليف: موشيه مردخاي تسوكر.
ترجمة: أستاذنا أ.د أحمد محمود هويدي.
مراجعة وتقديم: أ.د. محمد خليفة حسن.
للتحميل من مكتبة المهتدين اضغط هنا.

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

تعليقات على كتاب الراهب القس دوماديوس الرزيقي "الكتاب المقدس عبر القرن والأجيال"

تعليقات على كتاب الراهب القس دوماديوس الرزيقي

في ظل الفقر العلمي والفوضى الأكاديمية التي تجتاح كنائس النصارى العرب، نقرأ كثيراً في مؤلفاتهم أموراً تصيب العقلاء بالبلاء، والغريب أن هذه المؤلفات تخرج عن رجال الكنيسة؛ فمثلاً عدّد الراهب القس دوماديوس الرزيقي -في كتابه الرديء (الكتاب المقدس عبر القرون والأجيال) أصدار! (هكذا كتبوها، والصحيح إصدار بلا شك) دار الأنبا أنطونيوس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى سنة 2009م.
يعدد الراهب القس.المخطوطات العبرية التي يظن أنها تشهد لصحة العهد القديم فيقول في السطر الثاني من ص 137: مخطوطة حلب ويتحدث عنها في خمسة أسطر، ثم يتحدث قليلاً عن مخطوطات جنيزة القاهرة، ثم يذكر بعد ذلك مخطوطة المتحف البريطاني، ثم في السطر الثاني والعشرين من نفس الصفحة يقول: مخطوطة اليبو ويتحدث عنها باعتبارها مخطوطة أخرى.

قلتُ تعليقاً على هذا: ليته صمت وما تحدث أبداً، لم يكن الراهب القس يعلم أن مخطوطة حلب هي نفسها مخطوطة أليبو!!! الأمر المضحك جداً أن كلمة أليبو Aleppo هي نفسها حلب، لكنها بالإنجليزية، أنا لا أتهمه بالتدليس في هذا الموضع، لكنه الجهل، فإلى الله المشتكى من هؤلاء القساوسة، بهذه الطريقة قد نراه في الطبعة الجديدة من هذا الكتاب يذكر لنا مخطوطات أخرى عن طريق ترجمة كلمة حلب إلى الفرنسية أو الإيطالية.

من النوادر الأخرى في هذا الكتاب الرديء ما ذكره الراهب القس بعد حديثه عن مخطوطات قمران في ص 145 حيث قال:
((إن الإنسان يتعجب كيف تثبت هذه الدقة المذهلة على مدى أكثر من ألف قرن(!) من الزمان)).
ألف قرن يا أيّها القس!!! مائة ألف عام!!!، حسب التواريخ التقليدية كان نبي الله موسى u حياً سنة 1350 ق.م -تقريباً-، أي أنه من زمن النبي موسى ليومنا هذا لم تمض إلا 3360 سنة، فكيف إذاً يكون الفارق الزمني بين مخطوطات قمران -التي هي من القرن الثالث حتى القرن الأول الميلادي- والمخطوطات العبرية الماسورية مائة ألف عام؟! هؤلاء هم العلماء؟!

وفي ص 108 يخرج علينا باكتشاف خطير، يقول فيه:
((ويقول ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية الشهيرة، أن (أريستياس) Aristeas اقترح على الملك أن يضيف إلى المكتبة ترجمة (القوانين اليهودية). ولما كان بطليموس رجلاً مثقفاً، فقد وافق على الاقتراح وأرسل وفداً إلى أورشليم برسالة إلى اليعازر رئيس الكهنة طالباً منه إرسال ستة شيوخ من كل سبط من الأسباط الأثنى (كذا في الكتاب!) عشر متفهمين التوراة وعارفين باللغتين العبرية واليونانية، إلى الإسكندرية للقيام بالترجمة التي اقترحها أريستياس ...))

معلوم أن أقدم شاهد تاريخي يتحدث عن الترجمة السبعينية هو رسالة أرستياس، وهي رسالة كتبها شخص يسمي نفسه أرستياس، يقول فيها إن ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية طلب من الملك بطليموس إضافة ترجمة للتوراة إلى مكتبة الإسكندرية[1]، لكن الراهب القس دوماديوس جعل ديمتريوس فالريوس أمين مكتبة الإسكندرية هو الذي يروي الأحداث، وجعل أرستياس هو الذي يطلب من الملك بطليموس الترجمة!، أي أنه عَكَسَ الأسماء، وكأنه لا يفقه ما يقول، والأمر المثير أن الراهب القس ذكر مرة أخرى أن أرستياس هو الذي اقترح على الملك إعداد الترجمة -وليس ديمتريوس فالريوس-!!، ووفقاً لهذا الكلام ينبغي أن نغير اسم الرسالة من رسالة أرستياس إلى رسالة ديمتريوس!، وأود هنا أن أنبه القارئ إلى أن هذا الكلام الذي ذكره الراهب القس لم يكن من تأليفه أو على الأقل نقله من كتابٍ بصياغته الشخصية، فحقيقة الأمر أن الراهب القس دوماديوس قد نقل هذا الكلام بحرفه -تقريباً- بأخطائه من دائرة المعارف الكتابية، ولم يشر إلى ذلك في حاشية كتابه، وكذلك لم يصحح الأخطاء الإملائية الموجودة في كلمات الدائرة!، أي أنه ينقل بدون وعي أو فهم، وبدون إشارة إلى المنقول عنه!
وهو ينقل من دائرة المعارف الكتابية المجلد الثاني صفحة 349:

ومن أخطائه الساذجة ما ذكره في ص 135؛ حيث قال:
((ويستطيع العلماء أن يحددوا تاريخ المخطوطات بدقة عن طريق استخدام جهاز خاص لذلك يقوم بتحليل الحبر أو المادة المكتوب عليها وفحص ما يسمى بالكربون المشع أو الكربون رقم 13))

أولاً: التقنية التي يتم بواسطتها تأريخ المخطوطة تعتمد على تركيز كربون 14 C14، وليس كربون 13 كما ذكر الراهب القس![2]
ثانياً: أخطأ حين ادعى أن تأريخ المخطوطات هو أمر دقيق!، فلا يوجد من بين العلماء من يلمح إلى ذلك، فضلاً عن أن يدعيه، بل إن العالم و. ف. ليبَّي W. F. Libby مكتشف تقنية التأريخ بفحص كربون 14، حينما وضع تحت تصرفه في 14 نوفمبر 1950م بعض الكتان المكتشف في الكهف الأول، ليحدد تاريخ هذا الكتان؛ وبالتالي الاقتراب من تحديد تاريخ المخطوطات التي كانت ملفوفة فيه، وبعد فحوصات طويلة استمرت حتى 9 يناير 1951م ذكر في تقريره أن هذا الكتان يرجع إلى سنة 33م؛ بزيادة أو نقص 200 عام!، وهذه المدة يسميها العلماء حجم الخطأ[3] Amount of Errorلذلك كان تعليق العالم المشهور/ جيمس س. فاندركام James C. VanderKam هو أن هذه النتائج غير دقيقة، لكنها تعطينا ثقة بقدم هذا الكتان، وبالطبع المخطوطات![4]
فإذا كان الراهب دوماديوس يحسب هذا التأريخ دقيقاً، فأهلاً وسهلاً بالعلماء! ولست أحسب أنّي ظالم له إن قلت إنه قد تزبب قبل أن يتحصرم، وقد قال أهل العلم من قبل: من تعجل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه.

والعجيب (في الحقيقة لم يعد عجيباً، فكل شيء منهم أصبح متوقعاً) أن الكتاب قد خرج شبيهاً بطبق سلطة غير متناسق المكونات، لأول مرة في حياتي أقرأ كتاباً يتحدث عن المخطوطات فيقدم الترجمات على المخطوطات العبرية، ولا عزاء في البحث العلمي المحترم. وليس هذا حال القس فحسب بل هو حال جل نصارى العرب في قتل البحث الأكاديمي، ولو ذكرتُ ما بهذا الكتاب من فواجع ومصائب تصرخ بجهل صاحبها لطال المقام جداً، لكن هذا يكفي الآن.
الأمر الذي أثار فضولي وأردت أن أتوقف عنده قليلاً هو أن هذا الكتاب راجعه وقدم له الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة!، أي أنه مسئول عن هذه الأخطاء، إذ كيف يخرج كتاب قد راجعه وقدم له بهذه الصورة، أم الحال -كما يُقال في مصر- (كله في الهوا سوا)؟!




[1] اقرأ الرسالة كاملة في:
R. H. Charles,  Pseudepigrapha of the Old Testament. (2:94-122).
[2] VanderKam, J. C. The Dead Sea scrolls today P. 20.
[3] Johannes Van Der Plicht, Radiocarbon Dating and the Dead Sea Scrolls: A Comment on “Redating” IN Dead Sea discoveries Journal, Jan. 2007. P. 81.
[4] VanderKam, J. C. The Dead Sea scrolls today. P. 20.

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

المحاضرة السابعة من دروس في العهد القديم - الترجمة السبعينية

المحاضرة السابعة من دروس في العهد القديم - الترجمة السبعينية
يلقيها أحمد سبيع (وان أور ثري) في غرفة المسيح بن مريم رسول الله على برنامج البالتوك.
يوم الإثنين 21/ 10/ 2013.

التحميل من هنا.

الأحد، 20 أكتوبر 2013

كتاب معجم المصطلحات التلمودية تأليف الحاخام عادين شتينزلتس مترجم للعربية

كتاب معجم المصطلحات التلمودية.
تأليف: الحاخام عادين شتينزلتس.
ترجمة وتعليق: د. مصطفى عبد المعبود سيد.
مراجعة وتقديم: أ.د. محمد خليفة حسن أحمد.


للتحميل من رابط مباشر اضغط هنا.

هل تطابقت السبعينية مع الأصل العبري؟ رداً على داود رياض

هل تطابقت السبعينية مع الأصل العبري؟
رداً على داود رياض
يَمُرُّ الحِوَارُ الإِسْلاَمِي-النَّصْرَانِي بِأَزْمَةٍ حَقِيقِيَّةٍ قَدْ تُوْدِي بِحَيَاتِهِ، وَمِنْ أَوْضَحِ مَعَالِمِ هَذِهِ الأَزْمَةِ وَأَخْطَرِهَا الحَاجَةُ إِلَى إِثْبَاتِ الثَّوَابِتِ، وَمُنَاقَشَةِ الُمَسَلَّمَاتِ، فَفِي الوَقْتِ الَّذِي يَتَحَدَّثُ فِيهِ العُلَمَاءُ -مَثَلاً- عَن نَظَرِيَّاتِ نَشْأَةِ السَّبْعِينِيَّةِ، لاَ نَزَالُ إِلَى اليَومِ فِي عَالَمِنَا العَرَبِيِّ نُحَاوِلُ إِثْبَاتَ أَنَّ السَّبْعِينِيَّةَ لا تطابق النَّصَّ العِبْرِيَّ، وَالمَفْرُوضُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ مِنَ المَقْطُوعِ بِهِ، وَكَيفَ لاَ يَكُونُ كَذَلِكَ؟! وَالسَّبْعِينِيَّةُ أَمَامَهُمْ، وَالنَّصُّ العِبْرِيُّ أَمَامَهُمْ، وَكِتَابَاتُ الآبَاءِ نَاطِقَةٌ بِوُجُودِ الاخْتِلاَفَاتِ.
يعجب المرء من الكُتَّاب النصارى؛ هؤلاء الذين يعيشون في أحلام اليقظة، معرضين عن حقائق التاريخ، ضاربين بكل الأصول العلميّة والثوابت العقليّة عرض الحائط؛ حتّى لكأن الواحد منهم لم تمسّ يده كتابًا يضمّ بين دفتيه علماً، ومن هؤلاء القوم الذين لا يزالون قابعين في غيابة جُبِّ الجهل الدكتور/ داود رياض من كنيسة قصر الدوبارة البروتستانتية.
يقول الدكتور/ داود رياض عن الترجمة السبعينية: ((أسكتت النقاد لتطابقها مع الأصل))من يقدر على تحريف كلام الله، ص 27
قلتُ:
مع قراءة هذا الكلام المائل المعوج المنتفخ لابد أن ينتاب القارئ شعورٌ بأنهم يكتبون لمخلوقات من كوكب آخر، مخلوقات غير عاقلة ولا ترى ولا تسمع ولا تجرؤ على أن تتكلم! هل كان الدكتور حينما كتب هذه المصائب -أقصد الكلمات- يقصد ترجمة سبعينية غير التي بين أيدينا اليوم، وأصل عبري غير الذي بين أيدينا اليوم؟!، لا شك أن الكلمات الخمس تخبرنا الكثير عن مدى ثقافة الدكتور ومحصلته العلمية، وكذلك تكشف لنا الكثير عن منهجية القوم (اللامنهجية).
ونرد على كلامه باختصار شديد فنقول:
أولاً: عن أي ترجمة سبعينية يتحدث الدكتور؟ المخطوطات الأصلية للترجمة السبعينية غير موجودة، لدينا فقط نسخ بعد قرون من المخطوطات الأصلية، والأمر المثير أن هذه النسخ نفسها غير متطابقة؛ فلا المخطوطة السينائية تتطابق مع الفاتيكانية ولا مع السكندرية ولا مع غيرها، أي أننا أصلاً لا نمتلك نصاً نستطيع أن نجزم بأنه السبعينية، ولهذا يقول إرنست بكل وضوح عن السبعينية: ((ضمن الأشكال المتنوعة المتبقية لدينا من النص لا يوجد الشكل الأصلي للنسخة))[1].
ثانياً: حينما يقول الدكتور أن الترجمة السبعينية تطابق الأصل العبري نكون متأكدين أنه لا يخاطب بهذا الكلام الكائنات العاقلة بل أقل ما يقال أنه (يستحمر) قراءه؛ فالسبعينية لم تتفق مع الأصل العبري حتى في عدد الأسفار، فكيف يقال إنها تطابقه؟، ومع أن هذا الأمر ليس بحاجة إلى إثبات لشهرته وتسليم الناس به، إلا إننا أصبحنا نعيش في هذا الزمان نحتاج إلى إثبات كل ما هو واضح، في حين أن الكتاب النصارى لا يثبتون أو يقدمون مراجعاً لادعاءات هي أبعد ما تكون عن الحقيقة.
في مقدمة الأسفار القانونية الثانية من الترجمة العربية المشتركة[2] نقرأ:
((إن الكتب التالية: طوبيا، يهوديت، أستير (يوناني)، الحكمة، يشوع بن سيراخ، باروك، رسالة أرميا، دانيال (يوناني) الذي يحوي نشيد (الفتيان الثلاثة، سوسنة، بال والتنين)، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، هذه الكتب كلها مع جميع أسفار العهد القديم، كانت تؤلف التوراة السبعينية أو العهد القديم المترجم إلى اليونانية))[3].
وهذه الأسفار والتتمات ليس لها وجود في العهد القديم العبري، فكيف يدعي الدكتور أن السبعينية تطابق الأصل العبري؟!
وكذلك في موسوعة الخادم القبطي:
((وقد أفادت الترجمات اليونانية للعهد القديم وفي مقدمتها الترجمة السبعينية في أن تلقي ضوءاً على الفترة التي نسميها (ما بين العهدين) لأنها ضمنت أسفاراً كثيرة لم ترد في النسخة العبرية التي جمعها عزرا))[4].
ثالثاً: نأخذ أربعة أمثلة فقط[5] على الاختلاف بين نصوص السبعينية والأصل العبري.
المثال الأول تكوين5: 25-26:
النص مترجم من العبري:
25وعاش متوشالح مئة وسبعا وثمانين سنة وولد لامك 26وعاش متوشالح بعدما ولد لامك سبع مئة واثنتين وثمانين سنة وولد بنين وبنات.
النص مترجم من السبعينية:
25وعاش متوشالح مئة وسبعا وستين سنة وولد لامك، 26وعاش متوشالح بعدما ولد لامك ثمان مئة واثنتين سنة. وولد بنين وبنات.
والمثال الثاني خروج1: 5:
النص مترجم من العبري:
وكانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفسا. ولكن يوسف كان في مصر. (مثل السامرية)
النص مترجم من السبعينية:
لكن يوسف كان في مصر. وكانت جميع النفوس من يعقوب خمسة وسبعين نفسا. (مثل قمران)
المثال الثالث تثنية18: 15:
النص مترجم من العبري:
يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك، له تسمعون.
النص مترجم من السبعينية:
يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسط إخوتك، له تسمعون. (مثل السامرية).
المثال الرابع عاموس3: 9:
النص مترجم من العبري:
القصور في أشدود.
النص مترجم من السبعينية:
القصور في أشور.
يا له من تطابق مذهل أسكت النقاد!!
فكيف يدّعي الدكتور أنهما يضمّان نصاً واحداً بلغتين مختلفتين, رغم ثبوت آلاف الاختلافات بينهما؟! إنّه التدليس الذي مدّ جذوره الصلبة في أعماقهم؟!  
سفر أيوب في السبعينية أقصر السدس من الأصل العبري، هناك 107 عدداً في الترجمة السبعينية لسفر إستير لا يوجد لها مقابل في الأصل العبري، سفر إرميا في السبعينية أقصر الثمن من الأصل العبري، كل هذه الاختلافات وغيرها دعت العلماء إلى الإقرار بأن السبعينية مترجمة عن نص عبري غير النص العبري الذي نمتلكه اليوم[6] فإلى الله المشتكى من عشاق التحريف والتدليس!
قال العالم هرشل شانكس  Hershel Shanks:
 ((توجد آلاف الاختلافات بين الترجمة السبعينية اليونانية والنص الماسوري للعهد القديم العبري)). [7]
وقال العالم المشهور فرانك م. كروس Frank M. Cross:
 ((في النسخ القديمة؛ وخصوصاً النسخة اليونانية القديمة (كُتبت بداية من القرن الثالث قبل الميلاد، ومشهورة باسم السبعينية) توجد آلاف الاختلافات؛ كثير منها ثانوية، وكثير منها كذلك اختلافات هامة)).[8]
رابعاً: عندما يقول الدكتور (!) داود رياض إن السبعينية أسكتت النقاد نعلم أنه لم يقرأ شيئاً للنقاد أصلا، ومع هذه التجاوزات العديدة أشعر بقلبي يلح عليَّ لأرشد الدكتور إلى كتابين لدراسة ونقد السبعينية:
Abraham Wasserstein & David j. Wasserstein, The Legend of the Septuagint From Classical Antiquity to Today, cambridge University Press 2006.

W. I. Phillips, M.A., The Septuagint  Fallacy, London: Robert Scott Roxburghe House Paternoster Row, E.C..





[1] Ernst Würthwein, Text of The Old Testament, P. 61.
[2] اطلعت على نسختين من الترجمة العربية المشتركة؛ الأولى غلافها أزرق قاتم وتحتوي على الأسفار الموجودة في ترجمة الفاندايك، والأخرى غلافها بني وتحتوي على نفس الأسفار ويزيد عليها الأسفار القانونية الثانية!، وهذا لأن هذه الترجمة من إعداد لجنة من ثلاث طوائف دينية نصرانية، كما هو مذكور في مقدمة الترجمة، فكان لزاماً عليهم أن تكون الترجمة مناسبة لكل الطوائف من حيث عدد الأسفار!
[3] الترجمة العربية المشتركة ص3. دار الكتاب المقدس.
-        انظر حجج الأرثودكس على قانونية هذه الأسفار في: مقدمة "الأسفار القانونية التي حذفها البروتستانت من الكتاب المقدس"، الصادر عن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك - الإسكندرية.
-        انظر حجج البروتستانت على رفض قانونية هذه الأسفار في: "علم اللاهوت النظامي" للقس جيمس أنس، راجعه ونقحه وأضاف إليه: الدكتور القس/ منيس عبد النور ص60 - 65.
[4] موسوعة الخادم القبطي، الجزء الثامن، مادة: كتاب مقدس عهد قديم ص115.
 [5] أردت أن أجعلها ثلاثة، لكن والله خشيت أن يظن أحد المعتوهين أن هذا دليلاً على التثليث.
[6] Metzger, The Bible in Translation: Ancient and English versions  P. 17.
[7] Hershel Shanks, The Dead Sea Scrolls What They Really Say P. 20.
[8] Frank Moore Cross, The Text Behind The Text of The Hebrew Bible IN Understanding The Dead Sea Scrolls P. 143.