الاثنين، 7 ديسمبر 2009

روح الله وتحريف القساوسة لنصوص اليهود

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عملية التحريف لم تقتصر فقط على تحريف اليهود للتوراة ، وتحريف النصارى لكتبهم ، بل توسعت النصارى في التحريف حتى حرفوا نصوص اليهود .


واليهود نفسهم يؤكدون هذا الأمر ويتهمون النصارى بأنهم حرفوا التوراة بدءاً من تلفيق النبوات عليها إلى آخره .


وهذا نموذج صغير لما قام به النصارى من تحريف في نصوص اليهود


وكانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه. تك 1 : 2


והארץ היתה תהו ובהו וחשׁך על־פני תהום ורוח אלהים מרחפת על־פני המים


والكلمة الملونة ( רוח روح ) تعني في العبرية روح ورياح أيضاً ، لذلك يكون الفيصل في فهم معنى الكلمة هل هي روح ام رياح هم اليهود أنفسهم ومرجعنا في ذلك عدة شواهد :


· الشاهد الأول : الترجوم الآرامي .


· الشاهد الثاني : الترجمات القديمة مثل سعديا الفيومي وهي اقدم من اي مخطوط كامل للماسورا والنص السامري .


· الشاهد الثالث : المدراش واقوال علماء اليهود .


أولاً بالنسبة للترجوم :


جاءت قراءة ترجوم أونكيلوس كالآتي :


וְאַרְעָא הֲוָת צָדְיָא וְרֵיקָנְיָא וַחֲשׁוֹכָא עַל אַפֵּי תְהוֹמָא וְרוּחָא מִן קֳדָם יְיָ מְנַשְּׁבָא עַל אַפֵּי מַיָּא. [1]


الترجمة :


والأرض كانت خربة وخالية والظلمة على وجه الهاوية ورياح / وروح من أمام الرب هبت على وجه الماء
.


وهي نفس المشكلة فقد استخدم نفس الكلمة التي جاءت في الماسورا ولكن المدهش في الأمر هو ترجمة هذا النص من العبرية للإنجليزية .


ففي الترجمة الإنجليزية للترجوم ترجمت النص هكذا :


and a wind from before the Lord [2]


فترجم الكلمة إلى رياح وليست إلى روح
.


الشاهد الثاني :


الشاهد الثاني وهي ترجمة الحبر اليهودي العلامة المصري سعديا الفيومي وهي ترجمة عربية كُتبت بحروف عبرية و يعود تاريخها إلى ما قبل أي مخطوط كامل للماسورا ، ترجم النص هكذا :


ואלארץ כאנת ג'מרה מסתבחר וצלאמ עלי וגה אלג'מר וריאח אללה תהב עלי וגה אלמא ' '


الترجمة :


والأرض كانت غامرة مستبحرة ، وظلام على وجه الغمر ، ورياح الله تهب على وجه الماء .


ثانياً الترجمة العربية للنص السامري لأبي الحسن إسحاق الصوري اليهودي [3] :


والأرض كانت مغمورة ومستبحرة ورياح الله هابة على وجه الماء .


ثالثاُ ترجمة النص السامري لأبي سعيد بن أبي الحسين ابن أبي سعيد السامري [4] :


ورياح الله هابة على وجه الماء .


الشاهد الثالث :


ما جاء في مدراش سفر التكوين على لسان الرابي يهودا بن شمعون :


And God made a wind to pass over the earth .


ففسرها على أنها الرياح ، وللأمانة العلمية جاء في نفس المدراش قولاً للرابي شمعون بن لاقيش يقول :


This alludes to the spirit of Messiah , as you read , And the spirit of the Lord shall rest upon him ( Isa. XI, 2 ) .[5]


الترجمة : وهذا يشير الي روح المسيا مثل ما تقرأ ، وروح الرب سوف تحل عليه ( اش 11 : 2 ( .


وهذا القول لا أهمية له في وجود الترجمات القديمة والترجوم ، وتعضد هذه الشواهد الأقوال الأخرى للربيين الذين قالوا بأنها رياح .


ونختتم بكلام الرابي شلومو بن يتصحاقي :


The Throne of Glory was suspended in the air and hovered over the face of the water with the breath of the mouth of the Holy One, blessed be He and with His word, like a dove, which hovers over the nest, acoveter in Old French, to cover, hover over . [6]


فكما نرى اليهود أصحاب الكتاب كيف يعني النص عندهم وما هو مدلوله وهذا ما يوجزه أنطونيوس فكري في تفسير سفر التكوين وتصريحه بأن اليهود يفهمون النص على أنه " الريح " [7] .


وإن كان فهم هذا النص بما قاله اليهود أصحاب النص لا يعطي أي أهمية ، إلا أن اصدقائنا المسيحيين لهم رأي خاص في هذا الموضوع .


فقد تبين لهم أن مثل هذا النص هو الفرصة الذهبية لتدعيم بعض النواحي اللاهوتية .

فقد حرفوا كلام اليهود عن موضعه وأولوا كلمة الرياح إلى الروح .


فهذه ترجمة البشيتا السيريانية تترجم النص على أنه روح الله !!


Now the earth was formless and empty. Darkness was on the surface of the deep. The Spirit of God was hovering over the surface of the waters [8]


وكذلك الفولجات اللاتينية :


terra autem erat inanis et vacua et tenebrae super faciem abyssi et spiritus Dei ferebatur super aquas


الترجمة للإنجليزية


And the earth was void and empty and darkness was upon the face of the deep and the spirit of god moved over the waters [9]


موقف الترجمة السبعينية


استخدمت الترجمة السبعينية كلمة πνεῦμα في ترجمتها للنص ، وهذه الكلمة أيضاً تحمل كلا المعنيين السابقين روح ، وريح او رياح


ἡ δὲ γῆ ἦν ἀόρατος καὶ ἀκατασκεύαστος, καὶ σκότος ἐπάνω τῆς ἀβύσσου, καὶ πνεῦμα θεοῦ ἐπεφέρετο ἐπάνω τοῦ ὕδατος.


يقول قاموس سترونج في شرح معناها :

a current of air, that is, breath (blast) or a breeze; by analogy or figuratively a spirit, that is, (human) the rational soul, (by implication) vital principle, mental disposition, etc., or (superhuman) an angel, daemon, or (divine) God, Christ’s spirit, the Holy spirit: - ghost, life, spirit (-ual, -ually), mind.


والترجمات الإنجليزية للسبعينية ترجمة المعني مرة على أنه روح الله ، ومرة على أنه الرياح .


ففي ترجمة برينتون تترجم النص على أنه روح


But the earth was unsightly and unfurnished, and darkness was over the deep, and the Spirit of God moved over the water.[10]


بينما نجد الترجمة الإنجليزية الحديثة للسبعينية تترجمها على أنها الرياح موافقة في ذلك اليهود وتفسيراتهم وترجماتهم :


and a divine wind was being carried along over the water[11]

وهي ترجمة حديثة خلاف ترجمة برينتون الصادرة عام 1851 .


وأياً كان ، فاليهود أصحاب الكتاب – وأكرر هذا – قد شرحوا المعنى وبينوه ولا حاجة لنا في السبعينية أو غيرها في فهم النص وشرحه .


والحمد لله رب العالمين



[1] Comprehensive Aramaic Lexicon: Targum Onqelos to the Pentateuch; Targum Onkelos. Hebrew Union College, 2005; 2005, S. Ge 1:2

[2] The Targums of Onkelos and Jonatahn Ben Uzzel on the Pentateuch P35

[3] التوراة السامرية ترجمة الكاهن أبو الحسن إسحاق الصوري – تقديم الدكتور أحمد حجازي السقا - دار الأنصار .

[4]Secundum Arabican Pentateuchi Samaritani Vresion .

[5] midrsh rabbah translated into English with notes glossary and indies under the editorship of rabbi DR.H Freedman, B.A., PHD. And Maurice Simon M.A with a forword by rabbi DR. I EPstien B.A, PH.D, third edition impression 1961 .

[6] Tanakh with Rashi Gen 1 :2

[7] تفسير سفر التكوين – كنيسة السيدة العذراء – الفجالة .

[8] Lamsa Bible Gen 1 : 8 .

[10] Lxx English translation – Brenton

[11] NETS Gen 1:2 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق