الجمعة، 19 يونيو 2020

يسوع التاريخي .... الشهاده الفلافيه ( 3 )

بسم الله الرحمن الرحيم

لتحميل المقال بصيغه pdf من هنا

إستكمالاً لسلسة " يسوع التاريخي " نقوم بعرض الحلقة الثالثه بعنوان " يسوع التاريخي ..... الشهاده الفلافيه "، وبمكنكم متابعة الحلقة الأولى من هنا، والحلقه الثانية من هنا

__________________________________


هل جاء في ذهنك من قبل أو قرأت كتاب يحمل عنوان مثل "  did jesus exist " أو هل كان يسوع موجودا ؟

يقولون في الأمثال الشعبية انه " لا دخان بدون نار" ... هذا هو باختصار سبب هذا السؤال وسبب ظهور كتب بمثل هذه العناوين

علي أي حال نحن لن نكون في صف وجهه النظر المتشددة التي تنفي أصلا أي وجود لـ " يسوع " فهي وجهه نظر مجحفة جدا؛ ولكن هناك زاوية أخري تستحق إن ننظر من خلالها وهي " هل شخصيه يسوع المسيح التي ذكرت في الأناجيل " كانت موجودة حقاً ؟

(1)

" لقد كان المسيحيون الأوائل مثلنا تماما يبحثون عن أي دليل تاريخي علي شخصيه يسوع لذلك كانوا يتمسكون بشده بكلام يوسيفوس كدليل قاطع علي ذلك " تيموثي فريك [1]


خلال الفترة الأولي والمبكرة في بداية المسيحية كان يخوض الإباء الأوائل المشتغلين بالدفاعيات معارك حاميه الوطيس حول إيمانهم وبالأخص حول شخصيه يسوع التاريخية من باب إثبات صحة إيمانهم ومن باب أيضا الانتصار علي اليهود في معركة الجدل اليهودي -المسيحي التي كانت موجودة بشكل كبير آنذاك
وفي ظل ظروف صعبه فرضتها المعطيات من حيث ندره النصوص التي يمكن استخدامها في هذا الشأن 
وأقامه الحجة علي اليهود كما يقول الأب إميل عقيقي  :

" كل هذا والنصوص الرابينيه لا تحمل، كما سنري إشارات تاريخيه وموضوعيه واضحة حول شخص يسوع الناصري لذلك يجد الباحث صعوبة قصوى في اكتشاف هذه الإشارات التاريخية " [1]

فأصبح حينما تتوافر شهادة هامه عن يسوع خصوصا ولو من مؤرخ يهودي له وزنه مثل يوسيفوس فبكل تأكيد سوف يكون لها شأن كبير جدا .... أخيرا قد جاء الفرج وسينقلب السحر علي الساحر وسوف يستخدم آباء الدفاعيات كلام اليهود نفسه حجه عليهم
  
(2)
" تعتبر الشهادة الفلافيه التي قدمها المؤرخ اليهودي يوسيفوس هي الدليل الوحيد فقط الباقي حول تاريخ يسوع مع الكتاب المقدس " أليس ويلي [1]

استحضر أبو التاريخ الكنسي القديس يوسابيوس القيصري في القرن الرابع الميلادي القنبلة التي جاء بها ليفحم خصومه ويثبت بما لا يدع مجالا للشك تاريخاً ليسوع مطابقا لحد كبير ما بين أيديهم من نصوص مقدسه في الأناجيل  ويقيم عليهم الحجة بما شهدوا نفسهم به، والحق هو ما شهد به الأعداء ، جاء بما يعرف بالشهادة الفلافيه او The Testimonium Flavianum والتي تقول :

وفي هذا الوقت عاش يسوع, كان رجل حكيم إذ صح ان ندعوه رجل إذ انه قد قام بمآثر وأعمال عظيمه وكان معلما للناس الذين قبلوا الحقيقة بكل سرور فقد جذب إليه العديد من اليهود والوثنيين لقد كان هو المسيح المخلص وحينما سمع بيلاطس عن دعاوي رؤسائنا ضده تم الحكم عليه بالصلب ولكن الذين أحبوه منذ البداية لم يتخلوا عنه ويتركوه إذ انه قد ظهر لهم حيا من جديد في اليوم الثالث لان الأنبياء قد تنبئوا بذلك من قبل وبأشياء أخري أيضا كثيرة عنه وحتى يومنا هذه لم تختفي جماعه المسيحيين التي كانت قد آمنت به من قبل  . [2]

حسمها يوسابيوس القيصري بكلام قاطع حاسم ، اعتقد الكثير ان هذا كاف جدا لغلق هذه القضية وهذا الملف .. فهذا هو يوسيفوس نفسه يدون ويشهد بان يسوع يحتمل ان لا يكون من جنس البشر أصلا فقد قال " إذ صح أن ندعوه رجلا " وانه كان هو " المسيح المخلص " وانه قد مات وقام من بين الأموات في " اليوم الثالث "

كل هذا كافي جدا كما قلنا للإجهاز علي أي شبهه حول " يسوع التاريخي " ولكن الأمور لا تسير دوما هكذا


  
(3)
" إن ما استقر عليه معظم العلماء في النهاية انه تم كتابه المقطع بواسطة يوسيفوس بالفعل باستثناء بعض الزيادات أضافها طرف مسيحي علي كلامه " مايكل ويلكنز [1]


نعم ... يوسيفوس لم يكن أفضل حالاً من مخطوطات العهد الجديد التي قام بتحريفها بعض النساخ الأتقياء بإدخال بعض التعديلات فيها لتخدم غرض لاهوتي ... فقد قام احد الأتقياء هذه المرة بتحريف كلامه والزيادة عليه وأضاف اليه بعض العبارات لتجعله يشهد ان يسوع كان هو المسيا المخلص وانه صلب ومات وقام في اليوم الثالث وظهر لتلاميذه

هذه هي الحقيقة .. يقول ويلكنز Wilkins :

أثار هذا المقطع جدل كبير داخل الأوساط الاكاديميه فيري بعض العلماء ان المقطع بالكامل عبارة عن زيادة من شخص مسيحي علي كلام يوسيفوس وربما حدث ذلك في القرن الرابع بواسطة يوسابيوس القيصري ويري آخرون أن المقطع بالكامل صحيح وكتبه يوسيفوس بالفعل ؛ وما استقر عليه معظم العلماء في النهاية انه تم كتابه المقطع بواسطة يوسيفوس بالفعل باستثناء بعض الزيادات اضافها طرف مسيحي علي كلامه [2]

فباختصار كانت جريمة التحريف هنا جريمة مفضوحة ، ودار حولها هذا الاقتباس مناقشات اكاديميه كبيره بين المختصين لخصها ويلنكز بان القطع بتحريفها أصبح أمر مسلم بيه الان بين العلماء وهناك أسباب عديدة في الحقيقة سنتناولها لاحقا
 وقد قام روبرت فان فورست بنقل الفقرة مره أخري بعد التعديلات التي اقترحها العلماء بعد حذف ما تم إضافته الي كلام يوسيفوس الأصلي لتصبح هكذا :
" وفي هذا الزمان عاش يسوع ، إنسان حكيم فقد قام بمآثر رائعة وكان معلما للناس الذين قبلوا الحقيقة بكل سرور وكسب العديد من اليهود والإغريق . وعندما سمع بيلاطس اتهام زعماء منا له حكم عليه بالصلب ولكن اولئك الذين احبوه لم يتوقفوا عن فعل هذا وحتي يومنا هذا لم تختفي قبيلة المسيحيين لتي سميت باسمه "[3]

هكذا حاول العلماء المسيحيين الوصول لحل وسط فهم بذلك حاولوا تحري الدقة والامانه بطريقه ما بعدم السكوت والتستر علي هذا التلاعب بكلام يوسيفوس وفي نفس الوقت حافظوا علي شيء يشير إلي يسوع في كلام يوسيفوس حتي ولو كان بدون قيمه تذكر برغم إن هذه المعالجة لم تتم علي أساس منطقي او علمي سوي العاطفة فقط كما يقول فان فورست نفسه :

" ولان مخطوطات يوسيفوس القليلة تعود إلي القرن الحادي عشر إي من بعد عمليات التحريف المسيحية بزمن طويل فان النقد النصي لن يجدي في حل هذه القضية وينطبق الامر أيضا علي غياب الشهادة في النص المقابل في كتاب يوسيفوس الثاني حروب اليهود لانه لا يقدم اي ادله تدعم صحتها " [4]
وعلي أي حال فالنقاد كان لهم وجهه نظر حول وجود بعض الاشارات في الفقرة تشير الي التدخل والاضافه عليها في وقت لاحق نستعرض بعض منها :

-       ان الفقره المنسوبة ليوسيفوس تمثل مده زمنيه كبيره وهي طيله حياه يسوع ومع ذلك تم إجمالها وصياغتها في بضعه اسطر فقط وهذا ما لا يناسب السياق في المجلد الثامن عشر من كتاب تاريخ اليهود ليوسيفوس والذي جاء فيه هذه الفقرة
-       وجود بعض العبارات تؤكد ذلك مثل عبارة " إذا كان يصح أن نعتبره إنسانا " وهي توحي بان يسوع كان أكثر من إنسان ويبدوا هذا انه أضافه تفسيريه أو تصحيح قام به احد المسيحيين تعقيبا علي بداية الفقرة والتي وصفته بأنه مجرد " إنسان حكيم "
-       عبارة " لقد كان المسيح " بشكل قاطع تنافي أسلوبه الكتابي باعتبار ولاؤه للسلطات الرومانية في هذا الوقت وموقفه من اليهود الذين علي سبيل المثال اشعلوا فتيل الثوره عام 66 – 70 ميلاديا وإشارته " كان يدعي المسيح " لمن ادعوا المسيانيه ينافي ويتعارض مع قطعه الواضح والصريح انه كان هو نفسه المسيا المنتظر
-       كذلك جمله " وفي اليوم الثالث قام من الاموات من جديد لان أنبياء الرب تنبئوا بهذا وبأشياء اخري كثيرة عنه " هي جمله تمتلئ بالأفكار والعقائد المسيحية خصوصا في الأناجيل وفي سفر أعمال الرسل ورسائل بولس عموما كذلك نسبه تنبؤ انبياء العهد القديم عن كل هذا وغيره أي أفكار مسيحيه صرف ولا يقول بها إلا مسيحي
-       كذلك اوريجانوس وجداله ضد سيلسوس قد ذكر ان يوسيفوس لم يعتقد أبدا بأي شيء في يسوع مثل ما ذكر او انه كان المسيا [5]

ولهذا يلخص فريك Freke المسألة قائلا :

علي مدار المئات من السنين يتمسك العلماء المسيحيين بما كتبه يوسيفوس علي اعتبار انه دليل حاسم علي وجود تاريخي ليسوع حتي بدا العلماء فحص كلام يوسيفوس بشكل نقدي اكثر؛ إلي أن أصبح لا يوجد أي عالم جاد يعتقد انا يوسيفوس قد كتب هذا الكلام فعلا اذ انهم قد بينوا بوضوح انها مجرد إضافات لاحقه ونسبت ليوسيفوس فلا هذا هو أسلوب يوسيفوس في الكتابة وانه إذا ما تم حذفه من كلام يوسيفوس فان النص سوف يكون اكثر تناسقا وتسلسلاً ففي بدايات القرن الثالث عبر كتابات اوريجانوس الذي يعتبره المعاصرين الان احد أكثر العلماء موثوقيه يخبرنا ان يوسيفوس لم يؤمن او يعتقد أبدا أن يسوع هو فعلا المسيا [6]

هذه بعض من الادلة التي استند اليها المحققون في إبطال نسبه هذا الكلام ليوسيفوس، لكن الكلام لم ينتهي عن هذا الحد وله بالتأكيد بقيه
ولكن البقية تأتي مع كشف ذلك الشخص الذي قام بالتحريف ... نعم تم الوصول لشخصه ومعرفه من هو


 (4)
" وبينما كل الاباء الاوائل لم يستشهدوا باي كلام ليوسيفوس اذ ظهر فجاه بدايه من القرن الرابع الميلادي يوسابيوس القيصري ويعلن عن اقتباس من كلام يوسيفوس به هذه الفقرات ومنذ لك الحين اصبح كلام يوسيفوس المرجع الاساس في قضيه تاريخ يسوع
" تيموثي فريك [1]


في القرن الرابع، بدا يظهر هذا الاقتباس وشهادة يوسيفوس هذه ، ظهرت بعد ان انتهت حياه يسوع علي الارض باربعمائه عام تقريبا وبعد وفاه يوسيفوس نفسه بثلاثمائة عام
ظهرت هكذا فجاه بدون مقدمات وبدون أي اشاره لها من من آباء الكنيسة الاوائل في جدلهم مع اليهود وغيرهم ، ظهرت من دون ان يشير إليها أي مخلوق علي وجه الارض أي اشاره
فجاه وبدون أي تمهيد جاء " أبو التاريخ الكنسي " والذي ارخ لمعظم الفترات الاولي للمسيحية – يوسابيوس القيصري – في كتاباته هو أول من اكتشف ان يوسيفوس قال هذا الكلام في حق يسوع وشهد هذه الشهادة العظيمة

يقول ديفيد هيرنانديز :
يوستوس الطبري الذي  كان يعيش بالقرب من كفر ناحوم حيث مكث هناك يسوع أكثر من مره والذي كان معاصرا لفيلو وقد كتب مؤلف تاريخي ضخم امتد منذ عصر موسي حتي وقت قريب جدا من الوقت الذي كان يعيش فيه لا نجد في كتابه هذا أي شيء عن يسوع ولو مجرد تلميح لذلك من السهل جدا ان نفهم لماذا لم يشير المسيحيين لمثل هؤلاء المؤرخين لاثبات وجهه نظرهم عن يسوع من حيث حقيقة يسوع التاريخية ومع هذا وبخلاف هذا التجاهل لمثل هؤلاء المؤرخين نجد ان المسيحيين يتمسكوا بشده بفقره في كتاب تاريخ اليهود للمؤرخ اليهودي يوسيفوس [2]

علي مدار أربعه قرون تواجد خلالها فحول الدفاعيات وأوائل الاباء لم يذكر احد منهم أي شيء عن يوسيفوس قاله بمثل ما ادعاه يوسابيوس القيصري عن يسوع، فيقول ماريان هيلر :
الكلام عن يسوع في هذا الاقتباس لم يذكره أي كاتب مسيحي قبل يوسابيوس القيصري [3]

فلك ان تتخيل ان مينيكيوس فيليكس وايريناوس واكمليمندس السكندري ويوليوس افريكانوس وترتليان وهيبوليتس الروماني واوريجانوس وميثوديوس ولكتانتيوس كل هؤلاء كان معروف عنهم أنهم قرؤوا أعمال يوسيفوس [4]

كل هؤلاء كان لهم اطلاع كبير علي كتابات يوسيفوس ولم يذكر احد منهم شهادته هذه المزعومة ... فهل يعقل هذا ؟
هل يعقل هذا ان يتغافل هؤلاء الاباء عن هذا الاقتباس الذي يصيب القضية في مقتل وينتصر لهم اشد انتصار ويتركوه بهذه السهولة
حتي ان بعضهم مثل اوريجانوس قد تعرض ليوسيفوس نفسه وموقفه من يسوع ولم يشر الي تلك الشهادة علي الاطلاق

ففي بدايات القرن الثالث عبر كتابات اوريجانوس الذي يعتبره المعاصرين الان احد أكثر العلماء موثوقيه يخبرنا ان يوسيفوس لم يؤمن او يعتقد ابدا ان يسوع هو فعلا المسيا [5]

لذلك كان الامر غريبا جدا كما يقول فريك :

وبينما كل الاباء الاوائل لم يستشهدوا باي كلام ليوسيفوس اذ ظهر فجاه بداية من القرن الرابع الميلادي يوسابيوس القيصري ويعلن عن اقتباس من كلام يوسيفوس به هذه الفقرات ومنذ ذلك الحين أصبح كلام يوسيفوس المرجع الاساس في قضيه تاريخ يسوع [6]

فبكل تأكيد الموضوع لم يكن من باب الغفلة عن كلام يوسيفوس او كان قله احاطه ودراية بما كتبه يوسيفوس ،  ان اباء القرون الاربعه الاولي هم من أسسوا الدفاعيات وهم من شكلوا ونقلوا إيمان الكنيسه فمن المحال ان تمر علي كل هؤلاء نقطه في غايه الاهميه مثل هذه ويتذكرها يوسابيوس وحده، لذلك هو الاستنتاج والنتيجة الحتمية التي توصل لها ديفيد هيرنانديز قائلا
ولان ما كتبه يوسيفوس في الاساس لم يكن يتضمن أي اشاره ليسوع وحقيقته التاريخية كما ترويها الاناجيل فقد تجاهل المسيحيين الاوائل كلام يوسيفوس ولم يستشهدوا به لسنين طويلة حتي تم ظهوره مره أخري ولكن هذه المرة بعد ان تم زيادة فقرات علي كلام يوسيفوس الاصلي الذي كتبه ليصبح فجاه ما كتبه يوسيفوس هو أول ما يردده المسيحيين ضد خصومهم عندما تظهر الشكوك حول حقيقة يسوع التاريخية [7]
يوسابيوس القيصري صاحب الباع الطويل في كتابه التاريخ بدون أي سندات وتزوريه وتأليفه من جديد
فقد قال عنه المؤرخ الشهير ادوارد جيبون " ان ما يمكن استخلاصه من يوسابيوس القيصري لا يحبه العلماء المعاصرين " ويقول عنه بوركهارد Burckhardt " اول مؤرخ غير أمين وغير عادل في العصور القديمة [8]
فهو أول من زعم بوجود مراسلات بين يسوع وابجر الخامس بنشره عده مراسلات بينهم تعرف حاليا باسم أسطوره ابجر Abgar Legend

ومجهوده الكبير مع الامبراطور قسطنطين وصانعه تاريخ حافل بالكرامات والمعجزات والايمانيات مثل الرؤية التي رآها في واضحة النهار إثناء حربه ضد مكسينتيوس إذ رأي أبواب الجنة مفتوحة امامه علي مصراعيها وبوسطها علامة الصليب وعليه رسالة مكتوب عليها " سوف تنتصر بهذا الرمز " لم يقف الامر عند هذا بل جعل من قنسطنطين مسيحيا مدي الحياه وان والده الوثني ايضا كان مسيحيا وكيف انه كان رجل تقي صاحب فضيله وانه الاكثر تصديقا لكلمات الوحي الالهي وحاميا وحنونا علي المسيحيين

فهذا هو يوسابيوس القيصري وكيف ان هواية التلاعب بالتاريخ وتزيفه وتأليفه ان لزم الامر هي فن يجيده فلم يجد أي غضاضة في كتابه مقطوعة ونسبتها ليوسيفوس او زاد عليها في أحسن الظروف وهذا يضع علامة استفهام كبري حول تاريخ المسيحيه المبكر الذي نقله لنا يوسابيوس
واختتم بمقوله للعالم الكبير كريج ايفانز
علي حد علمي ، فلا احد يعتقد اليوم ان الشهادة الفلافيه تحتوي علي أي شيء له قيمه تذكر في دراسة يسوع [9]


والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون










[1] . Freke, Timothy, and Peter Gandy. The Jesus Mysteries: Was the Original Jesus a Pagan God? London: Element, 2000
"Yet early Christians do not mention Josephus. It is not until the beginning of the fourth century that Bishop Eusebius, the propagandist of the Roman Church, suddenly produced a version of Josephus which contained these passages. From that point onwards, Josephus became the foundation for the historicity of jesus"
[2] Hernandez, David. The Greatest Story Ever Forged: Curse of the Christ Myth. Pittsburgh, PA: Red Lead Press, 2009
 "Justus of Tiberius, who lived near Capernaum, where Jesus is supposed to have stayed on several occasions, and contemporary of Philo, wrote a comprehensive history extending back to Moses and reaching into his own times, but here too there is not a single hint of Jesus ’existence. It is easy to see why Christians have never made reference to these historians to prove their case of Jesus ’historical reality. They have, nevertheless, clung to a crucial passage in the Antiquities of the Jews by Joseph "
[3] Hillar, Marian : Flavius Josephus and His Testimony Concerning the Historical Jesus. Center for Philosophy and Socinian Studies
The Jesus paragraph is not quoted by any writer before Eusebius of Caesarea
[4] Fitzgerald, David. Nailed: Ten Christian Myths That Show Jesus Never Existed at All. Place of publication not identified: Lulu, 2010.
an Historical Source in Patristic Literature through Eusebius, more than a dozen early Christian writers, including Justin Martyr, Theophilus Antiochenus, Melito of Sardis, Minucius Felix, Irenaeus, Clement of Alexandria, Julius Africanus, Pseudo-Justin, Tertullian,
Hippolytus, Origen, Methodius and Lactantius, are known to have read and commented on the works of Josephus
[5] Freke, Timothy, and Peter Gandy. The Jesus Mysteries: Was the Original Jesus a Pagan God? London: Element, 2003
"Origen, whom modern authorities regard as one of the most conscientious scholars of the ancient Church, tells us that Josephus did not believe that Jesus was the Christ since he did not believe in any Jewish Messiah"
[6] Ibid
[7] Hernandez, David. The Greatest Story Ever Forged: Curse of the Christ Myth. Pittsburgh, PA: Red Lead Press, 2009.
" . But, since Josephus’ original, authentic work did not contain any references to Jesus of the Gospels, the early Christians ignored it for many years until it became known [as a result of the much later interpolation of the fake passage] that Josephus had offered clear evidence of Christ’ s historical existence; his work now suddenly became the canon (and cannon) for their defense against all heretical doubts and attacks "

[8] Fitzgerald, David. Nailed: Ten Christian Myths That Show Jesus Never Existed at All. Place of publication not identified: Lulu, 2010.
" Edward Gibbon, author of the classic Decline and Fall of the Roman Empire, said with disdain, “What can be gleaned of Eusebius does not endear him to modern scholars,” and openly expressed his scorn forhim in no uncertain terms more than once. Constantine biographer Jacob Burckhardt dubbed Eusebius “the first thoroughly dishonest and unfair historian of ancient times.”
[9] Evans, Craig A. The Historical Jesus: Critical Concepts in Religious Studies. Routledge, 2004
" to my know ledge no one today believes that they contain anything of value for Jesus research.






[1] Wilkins, Michael J., and James Porter Moreland. Jesus under Fire. Carlisle, Cumbria, U.K.: Paternoster Press, 1996.
" Today, however, most agree that the passage was authored by Josephus, with the exception of the three italicized sections "
[2] Ibid
"This passage has aroused a great deal of academic debate. Some scholars have argued that the passage is inauthentic in its entirety and is nothing more than a Christian insertion, perhaps authored by the fourth-century church historian Eusebius. Others have argued that the passage is wholly authentic. Today, however, most agree that the passage was authored by Josephus, with the exception of the three italicized sections"

[3] Voorst, Robert E. van. Jesus Outside the New Testament: an Introduction to the Ancient Evidence. Eerdmans, 2000
[4] Ibid
"Because the few manuscripts of Josephus come from the eleventh century, long after Christian interpolations would have been made, textual criticism cannot help to solve this issue.Neither does the Testimoniums absence in the parallel section in the second book of Josephus's Jewish War offer any evidence on its authenticity"

[5] Origen, and Henry Chadwick. Contra Celsum. Cambridge University Press, 2003
[6] Freke, Timothy, and Peter Gandy. The Jesus Mysteries: Was the Original Jesus a Pagan God? London: Element, 2003
For hundreds of years these passages in Josephus were seized on by Christian historians as conclusive proof that Jesus existed. That is, until scholars began to examine the text a little more critically. No serious scholar now believes that these passages were actually written by Josephus. They have been clearly identified as much later additions. They are not of the same writing style as Josephus and if they are removed from the text, Josephus' original argument runs on in proper sequence. Writing at the beginning of the third century, Origen, whom modern authorities regard as one of the most conscientious scholars of the ancient Church, tells us that Josephus did not believe that Jesus was the Christ since he did not believe in any Jewish Messiah



[1] Whealey, Alice. Josephus on Jesus: the Testimonium Flavianum Controversy from Late Antiquity to Modern Times. P. Lang, 2003The  "Testimonium Flavianum, a brief passage in Jewish Antiquities by Flavius Josephus is widely considered the only extant evidence besides the Bible of the historicity of Jesus Christ "
[2] Josephus, Flavius ;   Whiston, William: The Works of Josephus : Complete and Unabridged. Peabody : Hendrickson, 1996, c1987, S. Ant 18.63-64
" Now, there was about this time Jesus, a wise man, if it be lawful to call him a man, for he was a doer of wonderful works—a teacher of such men as receive the truth with pleasure. He drew over to him both many of the Jews, and many of the Gentiles. He was [the] Christ; (64) and when Pilate, at the suggestion of the principal men amongst us, had condemned him to the cross,b those that loved him at the first did not forsake him, for he appeared to them alive again the third day,c as the divine prophets had foretold these and ten thousand other wonderful things concerning him; and the tribe of Christians, so named from him, are not extinct at this day ".




[1] اميل عقيقي وآخرون : دراسات بيبيليه . الاصدار التاسع والعشرون ، يسوع التاريخي ، الطبعه الاولي 2005



[1] Freke, Timothy, and Peter Gandy. The Jesus Mysteries: Was the Original Jesus a Pagan God? London: Element, 2003



الثلاثاء، 16 يونيو 2020

تاريخ الإنتقال النصي للعهد القديم | ج 3

بسم الله الرحمن الرحيم

سلسله جديده بعنوان " تاريخ الإنتقال النصي للعهد القديم " نتحدث فيها بطريقه موجزه عن تاريخ إنتقال العهد القديم كعمل نصي عبر القرون ومراحل كتابته وتدوينه وضبطه

نستكمل في هذه الحلقه ان شاء الله التطور التاريخي لنص العهد القديم بعد  المرحله الاولي التي عرضناها في الحلقه الاولي هنا والثانيه هنا

المرحلة الثالثة 135 م : 1000 ميلادياً


في نهاية فترة 123 م كان هناك نشاط لدائرة الكتبة والنساخ اليهود لتحديد 
نص واحد موحد من بين عدة الانواع من النصوص الموجودة وقتها

تتوافق الفترة 135م : 500 ميلاديا تقريبا مع ما يسمي بعصر التلمود، والتي من المعتقد فيه ان تقسيم النص الي فقرات تم خلال هذه الفترة
وكان هناك خلاف بين المدرسة البابلية والفلسطينية في تعيين عدد فقرات العهد القديم، على النقيض من ذلك فإن تقسيم العهد القديم لأصحاحات لم يكن من نتاج عمل يهودي بل من جهود النصاري وتم ادخاله في المخطوطات العبرية في وقت الرابي سليمان بن اسماعيل ( 1330 ميلاديا )

وتم في هذه الفترة وضع تقسيم للمقاطع كمفتوحة ومغلقة مع كل الأسفار 
بإستثناء سفر المزامير فقط
فكان النوع الأول وهو النوع المفتوح يبدأ بكتابة سطر جديد بعد السطر
 المنتهي بكتابته مع ترك مسافة سطر بينهما فارغ وهو أشبه بطريقة ترك
سطر بين كل سطر وسطر
بينما كانت تبدأ المقاطع المغلقة في نفس السطر بعد فراغ صغير من المقطع
 الأول 

هناك اختلاف كبير بين التقاليد النصية المختلفة الموجودة في قمران والبحر
الميت في الفترة التي يرجع تاريخها للقرن الثالث : القرن الاول ميلاديا
ويبلغ الحد الادني في النصوص العبرية الموجودة في مكتشفات متسادا وناحال خفير ووادي المربعات

ومن غير المعلوم كيفية ظهور النص الموحد وقتها، الا ان التقليد يحكي لنا انه في خلال فترة القرن الاول الميلادي كانت هناك حركة كبيرة لانشاء نص رسمي موحد بين اليهود، وكان هذا النص يعتمد على تقاليد اقدم سابقة كانت متاحة للنساخ والكتبة اليهود في هذا الوقت، ولكن الاختلافات والفروق في النص تم محوها وازالتها

ويبدو انه غير واحد الي حد ما سواء ان تم اعتماد النص كنص قياسي عمداً، او تم تنقيته او انه واحد فقط من التقاليد النصية وتم الحفاظ عليها

يقول paul Wegner عن الكيفية الذي ظهر بواسطتها نص العهد القديم كنص قياسي standard text :

Whatever the case, it is plausible that some variant readings may have been lost or virtually eliminated in the process
 [1]

الترجمة : وعلي اي حال، فان بعض القراءات المختلفة قد فُقدت، او تم التخلص منها في هذه المرحلة 

وقد ظهرت في الفترة 100 : 300 ميلادياً طائفة تسمي التناييم תנאים او المعلمين وهم الذين بدأوا في كتابة التقليد الخاص بهم قبل فترة قصيرة من العصر المسيحي.

وفي بعض الاوقات في خلال العصر التلمودي ( 100 ق م : 400 م ) تم وضع بعض الضوابط للحفاظ على كتابة نص العهد القديم :

1-    صناعة الرقوق من الحيوانات الطاهرة ويتم ربط هذه الرقوق بينها وبين بعضها بواسطة خيوط مستخرجة من حيوانات طاهرة أيضاً
2-    كل عمود من الكتابة يجب ان لا يحتوي على اقل من 48 سطر ولا يزيد عن 60 سطر، والسطر به حيز لثلاثين حرف فقط .
3-    كانت تسطر الصفحة اولا ثم يتم الكتابة بعدها
4-    حبر الكتابة المستخدم يكون أسود اللون
5-    ان لا يكتب حرف او كلمة من الذاكرة
6-    ان يُوضع مسافة شعرة بين كل حرف وحرف ومسافة صغيرة بين كل كلمة وكلمة
7-    يجب ان يتوفر شرط الطهارة في الناسخ وان يرتدي الملابس الدينية اليهودية قبل الكتابة
8-    حينما يكتب لفظ الجلالة يجب ان يكتب بقلم جديد ولا يلتفت لاي شخص حتي ولو كان ملك اثناء كتابة هذه الاسماء المقدسة



وظهرت طائفة أخرى من النساخ في المرحلة ما بين 200 : 500 م تسمي أموريم אמוֹראים أو المفسرين، وخلال هذه الفترة بدأ تكوين التلمود وتواجدت هذه الطائفة في فلسطين وفي بابل ولعل هذا هذا السبب في ظهور التلمود البابلي والتلمود الاورشليمي.

وفي نهاية القرن الخامس من الميلاد ظهرت طائفة جديدة على السطح في تاريخ الإنتقال النصي للعهد القديم والتي تعرف بالطائفة الماسورية وهي صاحبه الفضل واليد العليا في وجود نص موحد للعهد القديم ووجود ايضا نص العهد القديم الموجود بين أيدينا الآن.

وكانت ابرز بصماتهم على نص العهد القديم تتمثل في الآتي :

-         قراءات الكتيف כתיבKethivوالقيري Qereקרי
اي المقروء والمكتوب، فالمقروء هو ما يسمي بالقيري والمكتوب هو الكتيفوتكرر هذا النوع من النشاط النصي في متن نص العهد القديم حوالي من 848 : 1566 مرة على حسب المخطوطة .

ومدلول هذا النشاط هو وجود كلمة في نص المخطوطة تكتب تحت رسم معين وهذا الذي يقصد به كتيف، فتعبر عن رسمها وما هو موجود في المخطوطة وهي يرمز لها بدائرة صغيرة فوق الكلمة، ولكن حينما يمر عليها القاريء فلا يقرأها برسمها وإنما يتم إستخدام كلها اخرى بديلة وهو ما يسمي بالمقروء أو قيري والذي يرمز له بحرف القاف في العبرية ק .

والقراءة الهامشية قيري هي القراءة الصحيحة أو القراءة الأصلية، وعادة ما لجأ نساخ العهد القديم للإستخدام أسلوب الكتيف والقيري لتناسب طبيعة ذكر الإسماء المقدسة وهو ما يتبعه اليهود في عدم قول لفظ الجلالة، أو لتخفيف وطأة بعض التعبيرات غير المهذبة او التي تحمل بعض العدوانية :

Others signal a preferred reading for sacred names or indelicate or otherwise offensive words
[2]

الترجمة : ودلالة أخرى لإستخدام الكتيف والقيري هو الإستخدام للتعامل مع الفاظ الجلالة او او التعويض عن ألفاظ غير محتشمة أو عدوانية.

والأمثله في هذا أكثر من أن تذكر، ومنها ما جاء في اشعياء 13 : 16
וְעֹלְלֵיהֶם יְרֻטְּשׁוּ, לְעֵינֵיהֶם; יִשַּׁסּוּ, בָּתֵּיהֶם, וּנְשֵׁיהֶם, תשגלנה

والتي بحسب ترجمة الفانديك :
وتحطم اطفالهم امامعيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نسائهم

فقراءة تفضح תשגלנהهي قراءة كتيف المكتوب، والقيري التي تقرأ هي قراءة תִּשָּׁכַבְנָהوهي الكلمة التي تعني وتغتصب، وهي القراءة الصحيحة وعليها تصبح قراءة الفقرة :

وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتغتصب نسائهم

وهنا رآي الناسخ استبدال هذا التعبير المسيء بتعبير آخر مخفف كما يقول بروتزمان :

an expression evidently viewed as less offensive than the Kethiv and thus substituted for it
[3]

الترجمة : وواضح انه تعبير أقل اساءة وعدوانية من التعبير المكتوب – كتيف – ولذلك تم استبداله.



-         العلامات الخمسة عشر الإستثانئية The fifteen Extraordinary points
او ما يسمى بالنقاط الخاصة أو punctaextraordinaria وهي علامة تكررت خمسة عشر مرة في العهد القديم في :


تكوبن 16 :15 , 18 : 9 , 19 : 33 , 33 : 4 , 37 : 12 , عدد 3 : 39 , 9 : 10 , 21 : 30 , 29 : 15 , تثنية 29 : 28 , صموئيل الثاني 19 : 20 , اشعياء 44 : 9 , حزقيال 41 : 20 , 46 : 22 , مز 27 : 13 .

وكما يقول عنها Ernst Würthweinفي كتابه نص العهد القديم :

These points register textual  or doctrinal reservations on the part of scribes (sopherim) who dared not alter the text they held sacrosanct 
[4]

الترجمه : وهذه العلامات تسجل ملاحظات نصية او عقائدية من خلال بعض النساخ الذين لم يستطيعوا تغيير النص.

وكذلك يشير إليها فيجنر بقوله :

to indicate reservations (either textual or doctrinal) about the reading
[5]


الترجمة : تستخدم كإشارة الي تحفظات عقائدية او نصية – شكوك حول صحتها - حول القراءة .

كانت هذه اهم الظواهر الكتابيه واخر التطورات النصيه القديمه التي طرات علي العهد القديم كنص كتابي مقنن

والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

tarek.ahmed.ezzeldin@gmail.com
_____________________________________________

[1]
Wegner, P. D. (2006). A student's guide to textual criticism of the Bible : Its history, methods & results (73). Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press

[2]
Myers, A. C. (1987). The Eerdmans Bible dictionary.Rev., augm.translation of: Bijbelseencyclopedie. Rev. ed. 1975. (621). Grand Rapids, Mich.: Eerdmans

[3]
Brotzman, E. R. (1994). Old Testament textual criticism : A practical introduction (120). Grand Rapids, Mich.: Baker Books.

[4]
Würthwein, Ernst. The text of the Old Testament: an introduction to the BibliaHebraica. Grand Rapids: Eerdmans, 1979. Print.

[5]
  Wegner, P. D. (2006). A student's guide to textual criticism of the Bible : Its history, methods & results (75). Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press.