الاثنين، 8 يناير 2018

النبي صلى الله عليه وسلم في التراث اليهودي | ج4

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

نبدأ في هذه السلسله موضوعات جديدة من نوعها ولأول مرة باللغة العربية عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم في التراث اليهودي .

ونبرز فيها ان إن شاء الله جانب من مباحثات ونقاشات بين حاخاميم اليهود حول شخصية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم

 يمكنكم قراءة الجزء الأول : النبي صلى الله عليه وسلم في التراث اليهودي | ج1 من هنا يمكنكم قراءة الجزء الثاني: النبي صلى الله عليه وسلم في التراث اليهودي | ج2 من هنا 
يمكنكم قراءة الجزء الثالث: النبي صلى الله عليه وسلم في التراث اليهودي | ج3 من هنا


يافث بن علي القرائي 


ترجمه مختصره :



يافت بن علي هاليفي יפת בן עלי הלוי اشهر وعلم اعلام طائفه اليهود القرائيين ومفسرهم الشهير ، عاش في البصره في مطلع القرن العاشر الميلادي في الحقبه التي اشتهرت بالعصر الذهبي للقرائين وانتقل بعد ذلك للقدس واشتهر بلقب معلم المنفي  [1]


وليافت مجهود علمي كبير في تفسير العهد القديم واقتبس واستشهد بتفاسيره العديد من العلماء اليهود واشهرهم ابراهام بن عزرا ، حتي ان الرابي اليهو بشيازي אליהו בשייצי قال عنه في كتابه عباءه اليهو: 


מה שקיבלנו מאבותינו שהחכם רבינו יפת היה רבו של אבן עזרא [2]

الترجمه : 


ومما تلقيناه عن معلمينا ان يافث هو معلم ابن عزرا
 

علاوه علي اسهاماته الكبيره في مجال الادب وبعض العلوم الطبيعيه والفلسفه

 

_______________________

وما نحن بصدد الحديث عنه هو تفسيره لسفر دانيال وايراده لبعض الفقرات والنصوص والتي رآها تتحدث عن نبينا الكريم  صلى الله عليه وسلم كنبوءات عنه



فتحدث عند تفسيره للاصحاح الحادي عشر في الفقره 31 و 36 و 37 والتي تقول بحسب ترجمته للنصوص :

31 وأذرعه منه يقفون ويبدلوا المقدس الحصين ويزيلون الدائم ويجعلون الرجس مستوحش

36 ويعمل كرضائه هذا الملك ويرتفع ويتكبر وعلي كل قادر وعلي اله الاشراف يتكلم بالعجائب وينجح الي وقت فراغ الزعم فان المنقطعه قد انفعلت

37 والي اله ابائه لا يميز وعلي شهوه الناس وعلي كل اله لا يميز بل علي كل معبود يتعظم

 

 وهي اشاره لتغيير القبله من القدس لمكه المكرمه ونسخ ضمني للديانه اليهوديه وما سوي الشريعه المحمديه من شرائع بتحويل القبله من القدس ( هيكل سليمان ) لمكه المكرمه ( الكعبه المشرفه ) لتكون هي " المقدس " الجديد ومكان ومقصد الحج الجديد

وهو ما تحقق بمراد الله سبحانه وتعالي وامره اذ امر النبي الكريم والامه من بعده بأن :


فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره( 144 ) البقره

ثم استدل فسر يافث باقي النص علي انه نبوءه علي عظم حال نبينا وانه كان نبي مهيب لا يعظم ولا يقوي عليه احد ، وصدق يافث ،ولما لا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤيد من الله ورسوله علي الارض ، وذلك مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم : " وجعل الذله والصغار على من خالف أمري " [3]

  وليس ذلك بالبطش والظلم بل بتنفيذ احكام وأوامر الله سبحانه وتعالى

ثم تحدث يافث بعد ذلك واسهب في شرح النص وتحقيق باقي النبوءات بإبطال الرسول عليه الصلاه والسلام لباقي الاديان والمعبودات من دون الله وانه لم يدعوا لعباده احد غير الله ولم يدعوا لعباده صنم او ماشابه



 وللحديث بقيه ان شاء الله طالما في العمر بقيه

والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

tarek.ahmed.ezzeldin@gmail.com
_______________________________

[1]

The Jewish encyclopedia. (1964). New York: KTA

 [2]
אליהו בשייצי  : ספר אדרת אליהו 


[3]رواه أحمد في المسند 2/50، وصحح إسناده أحمد شاكر